[آيات من متشابه القرآن]
[آيات من متشابه القرآن]
  ألا ترى كيف قال ø: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص: ٧٥]، ثم قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشوري: ١١]، ثم قال: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ٨٢}[النساء]، ثم قال: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ}[غافر: ١٠]، ثم قال: {هُوَ الْغَنِيُّ}[يونس: ٦٨، الحديد: ٢٤، الممتحنة: ٦]. فمن كان غنيَّا لم يحتجْ إلى درجات، ثم قال: {هُوَ الْأَوَّلُ}[الحديد: ٣]، فمن كان الأول قبل كل شيء مما خلق هل يحتاج إلى درجات، وإنما الدرجات في لغة العرب عِظَم القَدْر والرفعة في المجد، لا أن ثَمَّ درجات كما يعرف الناس، فكل آية لها معنى يحتاج إلى تأويل. ألا ترى كيف قال ø: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ}[الدخان: ٣٧]، وليس أحد من الكفار عند الله سبحانه خيراً من أحدٍ، وإنما يخرج ذلك في اللغة: أهم أكثر؟! {أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ}[الدخان: ٣٧]، وليس أحد منهم بخير من أحد، لأنه لا خير في الكفار كلهم، وليس أنهم عند الله ø بخير ولا رشيد.
  ومما يدلك على ذلك في لغة العرب، التي قال الله ø فيها: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}[إبراهيم: ٤]، فقال الشاعر ما يدل على ما ذكرنا، من أنه لا خير في أحد من الكفار:
  مني تأتِه تعشُو إلى ضوء ناره ... تجدْ خير نارٍ عندها خيُر موقِد
  وليس بعض النار خيراً من بعض، وإنما هي نار كلها سواءٌ ليس بينها فرق، وإنما عنى صاحب اللغة العربية أنها خير نار، أراد أنها وقدت للكرم والمجد والفَعال