[هل لله على العباد حجة]
  قلنا لك: ومخالفة الله في ذلك أصلح لك وللخلق من موافقته، فلا بد لك من ذلك على قَوَد قولك واعتقادك، أو الرجوع إلى قولنا بالعدل، ويلزمك أن الكفر أصلح من الإيمان، ومن الشاهد لنا على بطلان ما قلت، قول الله ø: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}[الزمر: ٧]، وقوله: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ٢٠٥}[البقرة: ٢٠٥]، وقوله: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ١٠٨}[آل عمران: ١٠٨، غافر: ٣١]، وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٢٦}[النساء]، وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة: ١٨٥]، ولا نعلم عسراً أعسر ولا أعظم من الكفر الذي قلتَ إنه أراده لعباده وخلَقَه فيهم، ومن قال بقولك من المجبرة، {سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ٦٨}[القصص: ٩٨].
[هل لله على العباد حجة]
  ثم نسألك أيضا فنقول لك: هل لله على العباد حجة؟
  فإذا قلت: نعم.
  قلنا لك: أوليس قد أمرهم بالطاعة، وأعطاهم القوة على ما أمرهم به؟
  فإذا قلت: نعم.
  قلنا لك: في حجته عليهم فيها يفعلون؟
  فإن قلت: أمرْهُ ونهيه.