مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شواهد القرآن على تقدم القدرة قبل الفعل]

صفحة 141 - الجزء 1

[شواهد القرآن على تقدم القدرة قبل الفعل]

  ونقول لعبد الله بن يزيد البغدادي، ولمن قال بقوله من المجبرة، الكاذبين على الله ø: ومن الدليل على قَهْرِنا لكم، وظهور حجتنا على حجتكم وغلبتنا لكم، وأن الاستطاعة قبل الفعل، شواهد قوية من كتاب الله ø، وقد قال الله ø: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ٨٢}⁣[النساء]، فمن ذلك الآية الواضحة، الصادقة القَاطعة لكم من كتاب الله جل ثناؤه، حين يقول: {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ}⁣[البقرة: ٢٨٢]. فأخبر ø أن وليّه قد يستطيع الإملاء، والإملاء معدوم، ولم يُفعل بعد، ولو كان الوليّ لا يستطيع أن يُملّ أيضا، كا الضعيف الزَّمِن لا يستطيع أن يملّ، لم يكن للآية معنى، ولكان تأويلها على قَوَد قولكم: فإن لم يستطع هذا الضعيف أن يمل هو فليمل وليّه الذي لا يستطيع أيضا، إذ كانت الاستطاعة مع الفعل - زعمتم - والله ø متقدس عن مثل هذا الكلام الذي لا يجوز، لأن الرجل الضعيف الذي لم توجد فيه الاستطاعة، وعدمت عند الإملاء، قد صح أنه لم يقدر لضعفه وزمانته، وأن الله ø قد أخبرنا واعلمنا أن قرينه ووليّه الذي هو أقوى منه، السالم من الضعف، فيه الاستطاعة موجودة قبل الإملاء، وكفى بهذه الآية شاهداً عداً، والحمد لله.