[تخريج حديث توسل آدم # برسول الله ÷]
  عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ(١)، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ عَلَّمَ الْخَارِجَ إِلَى الصَّلَاةِ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ: «وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِيْنَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا؛ فِإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلا سُمْعَةً»)، إِلَى قَوْلِ الشَّيْخِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ مَا لَفْظُهُ:
  «وَهْوَ السُّؤَالُ بالْمُعَظَّمِ كَالسُّؤالِ بِحَقِّ الأَنْبِيَاءِ». إِلَى قَوْلِهِ: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَوِّزُ ذَلِكَ، فَنَقُولُ: قَوْلُ السَّائِلِ لِلَّهِ تَعَالَى: أَسْأَلُكَ بِحَقِّ فُلَانٍ وَفُلَانٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِيْنَ وَغَيْرِهِمْ، أَوْ بِجَاهِ فُلَانٍ، أَوْ بِحُرْمَةِ فُلَانٍ: يَقْتَضِي أَنَّ هَؤُلَاءِ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ جَاهٌ، وَهَذَا صَحِيْحٌ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلةٌ وَجَاهٌ وَحُرْمَة»، إلخ كَلَامِهِ.
  قُلْتُ: وَهَذَا هُوَ غَرَضُ الْمُجِيْزِيْنَ لِلْتَّوَسُّلِ بِالأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِيْنَ.
  فَأَصْحَابُ الشَّيْخِ الْمُدَّعُونَ لِمُتَابَعَتِهِ، الْمَانِعُونَ لِذَلِكَ، وَالْمُنْكِرُونَ عَلَى مَنْ أَجَازَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ، بَلْ قَدْ يَبْلُغُ بِهِم الْحَالُ إِلَى أَنْ يَقُولُوا: هُوَ مِنَ الشِّرْكِ الأَكْبَرِ، مُخَالِفُونَ لِمَا وَرَدَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ÷، وَمُخَالِفُونَ لِكَلَامِ الشَّيْخِ هَذَا، وَيَلْزَمُهُم تَكْفِيْرُهُ، وَإِنْ كَانَ الشَّيْخُ يَتَلَوَّنُ فِي كَلَامِهِ، فَالْعُمْدَةُ
= وقفه، لا كما قال أبو حاتم [في] (العلل) لابنه (٢٠٤٨): الموقوف أشبه، والله أعلم، عَلَى أنَّه من الواضح من ألفاظ الحديث أنَّ مثله لا يقال بالرأي، فالموقوف كالمرفوع. وقد حَسَّنَ الحديثَ جماعةٌ من الأئمة: الحافظ عبد الغني المقدسي، أدخله في جزئه (النصيحة في الأدعية الصحيحة)، وأبوالحسن الْمَقْدِسِيُّ شيخُ الْمُنْذري، نَقَلَ ذلك عنه في (الترغيب) (٢/ ٤٥٨ - ٤٥٩)، والدمياطيُّ في (المتجر الرابح) (١٣٢٥)، ولفظه: حَسَن إن شاء الله، والعراقيُّ في (تخريج الإحياء) (١/ ٣٢٣)، وابن حَجَر في (نتائج الأفكار) (١/ ٢٧٢)». انتهى.
(١) «عطية بن سعيد بن جُنَادَةَ العَوْفِيُّ الْجَدَلِيُّ، أبو الحسن الكوفي، عن أبي سعيد وجابر وابن عباس وابن عمر وزيد بن أرقم وأنس وغيرهم، وعنه: الأَعمش، وحجاج [بن أرطأة]، وسفيان، و [عبد الرحمن] ابن أبي ليلى، ومالك بن مِغْوَل، وَخَلْقٌ، قال ابن معين: صالح، وَحَسَّنَ له الترمذيّ أحاديثَ، عِدَادُه في ثقات محدثي الشيعة، احتجَّ به البخاريُّ في (الأدب)، والأربعةُ إلَّا النسائيَّ، توفي سنة إحدى عشرة ومائة». أفاده في (الجداول).