الرسالة الصادعة بالدليل في الرد على صاحب التبديع والتضليل،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[سبب التأليف]

صفحة 123 - الجزء 1

[سبب التأليف]

  وَبَعْدُ: فَإِنَّهَا وَصَلَتْ إِلَيْنَا الرِّسَالَةُ الْمُتَضَمِّنَةُ للتَّضْلِيلِ والتَّبْدِيعِ والتَّكْفِيْرِ للفِرْقَةِ النَّاجِيَة، والعِصَابَةِ الهَادِيَة مِنْ أَهْلِ البَيتِ الْمُطَهَّرِينَ عَنِ الأَرْجَاس، الْمُفَضَّلِيْنَ عَلَى كَافَّةِ النَّاس، وَأَشْيَاعِهِم الرَّاكِبِيْنَ سَفِيْنَتَهُم، الْمُتَمَسِّكِيْنَ بِهَدْيِهِمْ.

  الدَّالَّةُ عَلَى إقْدَامِ مُنْشِيْهَا عَلَى ذَلِكَ بِغَيْرِ بُرْهَانٍ سَاطِع، وَلَا سُلْطَانٍ قَاطِع، وَمِثْلُ ذَلِكَ أَمْرٌ كَبِيْر، وَخَطْبٌ خَطِيْر، {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ٨}⁣[الحج]، زَاعِمًا أَنَّهُ نَاهٍ عَنِ البِدَعِ وَفِيْهَا وَقَع، وَارْتَبَكَ فِي ضَلَالِهَا وَرَتَع، وَمِنْ آجِنِ كَدَرِهَا وَآسِنِ مُتَغَيِّرِهَا كَرَع⁣(⁣١)، فَتَحَتَّمَ عَلَيْنَا الْجَوَاب، وَوَجَبَ إِزَاحَةُ مَا بِهَا مِنَ الشُّبَهِ الضَّئِيْلَةِ الَّتِي هِيَ أَشْبَهُ بِلَمْعِ السَّرَاب، لِمَا لا يُؤْمَنُ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهَا مَنْ لَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الْخَطَإِ وَالصَّوَاب، فَتُوْقِعُهُ - لِضَعْفِ البَصِيْرَةِ - في الْحَيْرَةِ⁣(⁣٢) وَالشَّكِّ وَالارْتِيَاب، لِمَا أَخَذَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ البَيَانِ فِي مُحْكَمِ القُرآنِ وَالسُّنَّةِ مِنْ أَمْثَالِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ...} الآيَةَ [البقرة ١٥٩].

  وَلِقَوْلِهِ ÷: «إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ وَلَمْ يُظْهِرِ العَالِمُ عِلْمَهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ»، وَلِقَوْلِهِ ÷: «مَنِ انْتَهَرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ مَلَأَ


(١) «(الْآجِنُ): الْمَاءُ الْمُتَغَيِّرُ الطَّعْمِ وَاللَّوْنِ، وَقَدْ (أَجَنَ) الْمَاءُ، مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَدَخَلَ، وَحَكَى الْيَزِيدِيُّ (أَجِنَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ فَهُوَ (أَجِنٌ) عَلَى فَعِل».

- «(الْآسِنُ) مِنَ الْمَاءِ مِثْلُ الْآجِنِ، وَقَدْ (أَسَنَ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَدَخَلَ، وَ (أَسِنَ) فَهْوَ (أَسِنٌ) مِنْ بَابِ طَرِبَ لُغَةٌ فِيهِ».

- «(كَرَعَ) فِي الْمَاءِ: تَنَاوَلَهُ بِفِيهِ مِنْ مَوْضِعِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَشْرَبَ بِكَفَّيْهِ وَلَا بِإِنَاءٍ، وَبَابُهُ خَضَعَ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى مِنْ بَابِ فَهِمَ». تمت من (مختار الصحاح).

(٢) «(حَارَ) يَحَارُ (حَيْرَةً) وَ (حَيْرًا) - بِسُكُونِ الْيَاءِ فِيهِمَا -: تَحَيَّرَ فِي أَمْرِهِ فَهُوَ (حَيْرَانُ)، وَقَوْمٌ (حَيَارَى).

وَ (حَيَّرَهُ فَتَحَيَّرَ)، وَرَجُلٌ (حَائِرٌ) بَائِرٌ إِذَا لَمْ يَتَّجِهْ لِشَيْءٍ. وَ (الْحِيرَةُ) - بِالْكَسْرِ -: مَدِينَةٌ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ». تمت من (مختار الصحاح).