الرسالة الصادعة بالدليل في الرد على صاحب التبديع والتضليل،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[الأدلة على شرعية التلاوة عند القبور]

صفحة 124 - الجزء 1

  اللَّهُ قَلْبَهُ أَمْنًا وَإِيمَانًا»⁣(⁣١)، وَقَدْ قَالَ ÷: «إِنَّ عِنْدَ كُلِّ بِدْعَةٍ يُكَادُ بِهَا الإِسْلَامُ مِنْ بَعْدِي وَلِيًّا مِنْ أَهْلِ بَيْتي، يُعْلِنُ الْحَقَّ وَيُنَوِّرُهُ، وَيَرُدُّ كَيْدَ الكَائِدِيْنَ، فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ، وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللَّهِ»⁣(⁣٢).

  فَنَقُولُ وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوفِيق، وَنَسْأَلُهُ الهِدَايَةَ إِلَى أَقْوَمِ طَرِيق:

  قَالَ - بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ ÷ -:

  «أَمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ نُبْذَةٌ فِي تَضْلِيْلِ بَعْضِ الْبِدَعِ الْمُحْدَثَةِ الَّتِي صَارَ الاِسْتِمْرَارُ عَلَيْهَا سُنَّةً مُتَّبَعَة، وَالإِلْفُ بِهَا وَالنُّشُوءُ عَلَيْهَا صَيَّرَاها حَسَنَةً - وَإِنْ كَانَتْ قَبِيْحَةً -، وَهْيَ: مَسْأَلَةُ تَجْصِيْصِ القُبُورِ وَرَفْعِهَا، وَالبِنَاءِ عَلَيْهَا وَزَخْرَفَتِهَا، وتَسْرِيْجِ السُّرُجِ عَلَيْهَا وَفَرْشِهَا، وَالصَّلَاةِ فِيْهَا، وَالتِّلَاوَةِ عِنْدَهَا، وَالتَّضَرُّعِ، وَالاسْتِغَاثَةِ».

  وَالْجَوَاب، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِمَنْهَجِ الصَّوَاب: أَمَّا الدُّعَاءُ وَالتِّلَاوَةُ فَلَمْ يُورِدْ صَاحِبُ الرِّسَالةِ شيئًا مِمَّا يَقْتَضِي الْمَنْعَ عَنْهُمَا، بَلْ فِي سِيَاقِ مَا اسْتَدَلَّ بِهِ مَا يُفِيْدُ شَرْعِيَّةَ الدُّعَاءِ كَمَا سَتَقِفُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

[الأدلة على شرعية التلاوة عند القبور]

  وَلَنَا عَلَى شَرْعِيَّةِ التِّلاَوَةِ عِنْدَ القُبُورِ أَدِلَّةٌ، مِنْهَا:

  مَا رَوَاهُ الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ مُوْسَى الرِّضَا⁣(⁣٣) بِسَنَدِ آبَائِهِ $ عَنْ عَلِيٍّ #، قَالَ:


(١) (مسند الشهاب) للقضاعي (١/ ٣١٨) رقم (٥٣٧).

(٢) رواه الإمام أبو طالب # في (الأمالي) (ص/١٧٨) ط: (مؤسسة الإمام زيد بن علي (ع)). ورواه الإمام المرشد بالله # في (الأمالي) (٢/ ٣٠٧)، والديلمي في (الفردوس) (١/ ١٨٦) رقم (٦٩٧)، وأبو نُعَيْمٍ في (حلية الأولياء) (١٠/ ٤٣٤)، رقم (١٥٧٥٩) بلفظ: «إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ بِدْعَةٍ تَكِيدُ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ: مَنْ يَذُبُّ عَنْهُ، وَيَتَكَلَّمُ بِعَلَامَاتِهِ، فَاغْتَنِمُوا تِلْكَ الْمَجَالِس، وَالذَّبَّ عَنِ الضُّعَفَاءِ، وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللَّهِ، وَكَفِى بِاللَّهِ وَكِيلاً».

وعزاه السيوطي في (جمع الجوامع) إلى أبي نصر السِّجْزي في (الإبانة). انظر: (جمع الجوامع) (٢/ ٦١١)، رقم (٦٩٥٥)، (منشورات الأزهر).

(٣) صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا $ (ص/٤٤٥)، المطبوعة مع مجموع الإمام الأعظم زيد بن علي @، ط: (دار مكتبة الحياة).