[الأدلة على شرعية التلاوة عند القبور]
  اللَّهُ قَلْبَهُ أَمْنًا وَإِيمَانًا»(١)، وَقَدْ قَالَ ÷: «إِنَّ عِنْدَ كُلِّ بِدْعَةٍ يُكَادُ بِهَا الإِسْلَامُ مِنْ بَعْدِي وَلِيًّا مِنْ أَهْلِ بَيْتي، يُعْلِنُ الْحَقَّ وَيُنَوِّرُهُ، وَيَرُدُّ كَيْدَ الكَائِدِيْنَ، فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ، وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللَّهِ»(٢).
  فَنَقُولُ وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوفِيق، وَنَسْأَلُهُ الهِدَايَةَ إِلَى أَقْوَمِ طَرِيق:
  قَالَ - بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ ÷ -:
  «أَمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ نُبْذَةٌ فِي تَضْلِيْلِ بَعْضِ الْبِدَعِ الْمُحْدَثَةِ الَّتِي صَارَ الاِسْتِمْرَارُ عَلَيْهَا سُنَّةً مُتَّبَعَة، وَالإِلْفُ بِهَا وَالنُّشُوءُ عَلَيْهَا صَيَّرَاها حَسَنَةً - وَإِنْ كَانَتْ قَبِيْحَةً -، وَهْيَ: مَسْأَلَةُ تَجْصِيْصِ القُبُورِ وَرَفْعِهَا، وَالبِنَاءِ عَلَيْهَا وَزَخْرَفَتِهَا، وتَسْرِيْجِ السُّرُجِ عَلَيْهَا وَفَرْشِهَا، وَالصَّلَاةِ فِيْهَا، وَالتِّلَاوَةِ عِنْدَهَا، وَالتَّضَرُّعِ، وَالاسْتِغَاثَةِ».
  وَالْجَوَاب، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِمَنْهَجِ الصَّوَاب: أَمَّا الدُّعَاءُ وَالتِّلَاوَةُ فَلَمْ يُورِدْ صَاحِبُ الرِّسَالةِ شيئًا مِمَّا يَقْتَضِي الْمَنْعَ عَنْهُمَا، بَلْ فِي سِيَاقِ مَا اسْتَدَلَّ بِهِ مَا يُفِيْدُ شَرْعِيَّةَ الدُّعَاءِ كَمَا سَتَقِفُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
[الأدلة على شرعية التلاوة عند القبور]
  وَلَنَا عَلَى شَرْعِيَّةِ التِّلاَوَةِ عِنْدَ القُبُورِ أَدِلَّةٌ، مِنْهَا:
  مَا رَوَاهُ الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ مُوْسَى الرِّضَا(٣) بِسَنَدِ آبَائِهِ $ عَنْ عَلِيٍّ #، قَالَ:
(١) (مسند الشهاب) للقضاعي (١/ ٣١٨) رقم (٥٣٧).
(٢) رواه الإمام أبو طالب # في (الأمالي) (ص/١٧٨) ط: (مؤسسة الإمام زيد بن علي (ع)). ورواه الإمام المرشد بالله # في (الأمالي) (٢/ ٣٠٧)، والديلمي في (الفردوس) (١/ ١٨٦) رقم (٦٩٧)، وأبو نُعَيْمٍ في (حلية الأولياء) (١٠/ ٤٣٤)، رقم (١٥٧٥٩) بلفظ: «إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ بِدْعَةٍ تَكِيدُ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ: مَنْ يَذُبُّ عَنْهُ، وَيَتَكَلَّمُ بِعَلَامَاتِهِ، فَاغْتَنِمُوا تِلْكَ الْمَجَالِس، وَالذَّبَّ عَنِ الضُّعَفَاءِ، وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللَّهِ، وَكَفِى بِاللَّهِ وَكِيلاً».
وعزاه السيوطي في (جمع الجوامع) إلى أبي نصر السِّجْزي في (الإبانة). انظر: (جمع الجوامع) (٢/ ٦١١)، رقم (٦٩٥٥)، (منشورات الأزهر).
(٣) صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا $ (ص/٤٤٥)، المطبوعة مع مجموع الإمام الأعظم زيد بن علي @، ط: (دار مكتبة الحياة).