الرسالة الصادعة بالدليل في الرد على صاحب التبديع والتضليل،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[الأدلة على شرعية التلاوة عند القبور]

صفحة 125 - الجزء 1

  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «مَنْ مَرَّ عَلَى الْمَقَابِرِ وَقَرَأَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ وَهَبَ أَجْرَهُ لِلأَمْوَاتِ أُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ بِعَدَدِ الأَمْوَاتِ».

  وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ فِي (الْمُسْنَدِ)⁣(⁣١)، وَأَبُو دَاودَ⁣(⁣٢)، وَابْنُ مَاجَه⁣(⁣٣)، وَابْنُ حِبَّان⁣(⁣٤)، وَالحَاكِمُ⁣(⁣٥) عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْهُ ÷: «اقْرَؤُوا عَلَى مَوْتَاكُمْ {يَس}»⁣(⁣٦).

  قَالَ فِي شَرْحِ الجَامِعِ الصَّغِيْرِ⁣(⁣٧): «أي مَن حَضَرَهُ مُقَدَّمَاتُ الْمَوْتِ، ... ، وأَخَذَ بعضُهُم بِظَاهِرِ الْخَبَرِ، فَصَحَّحَ أَنَّهَا تُقرأُ بَعْدَ مَوْتِهِ، والأَوْلَى: الْجَمْعُ عَمَلاً بالقَوْلَيْنِ». انْتَهَى مِنْهُ بِاخْتِصَارٍ.

  قُلْتُ: الْمُتَعَيَّنُ: الأَخْذُ بِالْحَقِيْقَةِ؛ لِعَدَمِ الصَّارِفِ⁣(⁣٨).


(١) مسند أحمد برقم (٢٠١٧٨)، ورقم (٢٠١٧٩)، و (٢٠١٩٢)، ط: (دار الحديث) تحقيق: (حمزة الزين)، وحَسَّنَ إسنادَ الحديثين الآخرين.

(٢) سنن أبي داود (٣/ ١٩١)، رقم (٣١٢١).

(٣) سنن ابن ماجه برقم (١٤٤٨).

(٤) صحيح ابن حبان (٧/ ٢٦٩)، رقم (٣٠٠٢).

(٥) مستدرك الحاكم النيسابوري (١/ ٧٥٣)، رقم (٢٠٧٤).

(٦) وهذا الحديث رواه أيضًا: أبو داود الطيالسي في (المسند) (٢/ ٢٤٤)، رقم (٩٧٣)، وابن أبي شيبة في (المصنف) (٧/ ١١٤)، رقم (١٠٩٥٨)، والنسائي في (السنن الكبرى - كتاب عمل اليوم والليلة) (٦/ ٢٦٥)، رقم (١٠٩١٣)، ورقم (١٠٩١٤)، والطبراني في (الكبير) (٢٠/ ٢١٩ - ٢٢٠)، رقم (٥١٠)، و (٥١١)، والبيهقيُّ في (السنن الكبرى) (٣/ ٣٨٣)، وفي (الشُّعَبِ) (٤/ ٩٢ - ٩٤)، رقم (٢٢٣٠) و (٢٢٣١)، والبغويُّ في (شرح السنة) (٥/ ٢٩٥)، رقم (١٤٦٤). والحديثُ حَسَّنهُ: السيوطيُّ في (الجامع الصغير) (١/ ٨٤)، رقم (١٣٤٤)، وصَحَّحَهُ أيضًا في (الجامع الصغير) (٢/ ٥٣٨)، برقم (٨٩٣٧).

وكذا حسَّنَه الشوكانيُّ في (إرشاد السائل إلى دلائل المسائل) (مع الفتح الرباني) (٩/ ٤٥٠٢).

(٧) (السراج المنير) للعزيزي شرح (الجامع الصغير) للسيوطي (١/ ٢٦٢)، ط: (المطبعة الخيرية).

(٨) قال السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير في (سبل السلام) (٢/ ١١٩) بعد أن روى الحديث: «وهو شامل للميت، بل هو الحقيقة فيه».

وقال القاضي الشوكاني - كما في (الفتح الرباني) (٦/ ٣١٧٢) -: «هذا مجاز لا يجوز المصير إليه إلَّا لعَلَاقَةٍ وقرينة، فأين هما؟ حتى يخرج عن المعنى الحقيقي للفظ الأموات».