الرسالة الصادعة بالدليل في الرد على صاحب التبديع والتضليل،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[الأدلة على شرعية التلاوة عند القبور]

صفحة 127 - الجزء 1

  [قَالَ]: وَأَخْرَجَ أَبُو القَاسِمِ سَعْدُ [بْنُ عَلِيٍّ] الزَّنْجَانِيُّ⁣(⁣١) فِي فَوَائِدِهِ⁣(⁣٢) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «مَنْ دَخَلَ الْمَقَابِرَ ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وَ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنِّي جَعَلْتُ ثَوَابَ مَا قَرَأْتُ مِنْ كَلَامِكَ لِأَهْلِ الْمَقَابِرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، كَانُوا لَهُ شُفَعَاءَ إِلَى اللَّهِ».

  وَأَخْرَجَ عَبْدُ العَزِيْزُ صَاحِبُ الْخَلَّالِ⁣(⁣٣) بِسَنَدِهِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ÷ قَالَ: «مَنْ دَخَلَ الْمَقَابِرَ فَقَرَأَ سُورَةَ (يس) خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَكَانَ لَهُ بِعَدَدِ مَنْ فِيْهَا حَسَنَاتٌ»⁣(⁣٤).

  قَال الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ⁣(⁣٥)، وَفِي (الإِحْيَاءِ) لِلْغَزَالِيِّ⁣(⁣٦)، وَ (العَاقِبَةِ) لِعَبْدِ الْحَقِّ⁣(⁣٧) عَنْ أَحْمَدَ [بْنِ حَنْبَل] قَالَ: إِذَا دَخَلْتُم الْمَقَابِرَ فَاقْرَأوا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وَاجْعَلُوا ذَلِكَ لِأَهْلِ الْمَقَابِرِ؛ فَإِنَّهُ يَصِلُ إِلَيْهِم⁣(⁣٨).


(١) انظر ترجمته في: (سير أعلام النبلاء) للذهبي (١٨/ ٣٨٥).

(٢) انظر: (شرح الصدور) للسيوطي (ص/٣١١).

(٣) انظر: (كتاب انتفاع الأموات) (ص/٦٢)، وكتاب (شرح الصدور) للسيوطي (ص/٣١٢).

(٤) ورواه الثعلبي المفسر في تفسيره (الكشف والبيان) (٨/ ١١٩).

وانظر (المغني) لابن قدامة وهو في فقه الحنابلة (٣/ ٥١٩).

(٥) (غاية الإحكام) للمحب الطبري (٤/ ٤٠)، وقال: «أخرجه الحافظ أبو منصور [عبد الله بن الوليد] في جامع الدعاء الصحيح». وانظر: (شرح الصدور) للسيوطي (ص/٣١٢).

(٦) (إحياء علوم الدين) للغزالي (٤/ ٤٧٦).

(٧) عبد الحق الإشبيلي المالكي في كتابه (العاقبة في ذكر الموت). انظر: (التذكرة) للقرطبي (١/ ٩٦)، (شرح الصدور) (ص/٣١٢).

(٨) ورواه عن أحمد بن حنبل أيضًا: القرطبيُّ في (التذكرة) (١/ ٩٦).

وقال ابن قُدَامَة الحنبليُّ في (المغني) (٣/ ٥١٨): «وَلَا بَأْسَ بِالْقِرَاءَةِ عِنْدَ الْقَبْرِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ: إذَا دَخَلْتُمْ الْمَقَابِرَ اقْرَءُوا آيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَثَلَاثَ مَرَّاتٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إنَّ فَضْلَهُ لِأَهْلِ الْمَقَابِرِ». ونقل هذه الرواية أيضًا: المرداوي الحنبلي في كتابه (الإنصاف) (٢/ ٥٥٩).