الرسالة الصادعة بالدليل في الرد على صاحب التبديع والتضليل،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[4/حديث وفاة فاطمة بنت أسد &]

صفحة 133 - الجزء 1

  لِلْشَّيْخِ الَّذِي هُوَ عُمْدَتُهُم، وَعَلَيْهِ يُعَوِّلُونَ.

  وَقَد اسْتَوْفَيْتُ طُرُقَ هَذَا الْخَبَرِ الشَّرِيفِ وَمُخَرِّجِيْهِ وَالكَلَامَ عَلَى التَّوَسُّلِ (بِشَرْحِ الزُّلَفِ) (ص/١٦٤) (الطبعة الأولى) (ص/٢٥١)، (الطبعة الثانية) (ص/٣٤٧)، (الطبعة الثالثة)⁣(⁣١).

  وَقُلْنَا هُنَالِكَ بَعْدَ ذِكْرِ الآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى التَّوَسُّلِ بِهِ ÷ مَا لَفْظُهُ:

  فَلَا يَسُوغُ لِمُؤْمِنٍ بِالِلَّهِ وَرَسُولِهِ أَنْ يَجْعَلَ ذَلِكَ كَالتَّوَسُّلِ وَالاِسْتِشْفَاعِ بِالأَوْثَانِ، وَاعْتِقَادِ تَقْرِيْبِهَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى، {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ٦}⁣[الجاثية]، إِلَى قَوْلِنَا:

  وَكَذَلِكَ أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ تُرْفَعَ جَمِيْعُ بُيُوتِهِ، وَهْيَ حِجَارَةٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَع، وَلَا تُبْصِرُ وَلَا تَسْمَع، فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ شِرْكًا لَهُ تَعَالَى، وَلَا عِبَادَةً لِغَيْرِهِ وَلَا قَبِيْحًا؛ لَمَّا أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ، بِخِلَافِ تَعْظِيْمِ الأَصْنَام، وَطِيَافةِ مَنْ طَافَ حَوْلَهَا مِنَ الأَنَام، وَاعْتِقَادِ شَفَاعَتِهَا عِنْدَ ذِي الْجَلَالِ وَالإِكْرَام؛ لَمَّا كَانَ مِمَّا لَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ وَلَمْ يَشْرَعْهُ. إلخ، وَهْوَ كَلَامٌ مُفِيْدٌ فَلْيُرَاجَع.

[٤/حديث وفاة فاطمة بنت أسد &]

  هَذَا، وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي (الكَبِيْرِ)⁣(⁣٢) وَ (الأَوْسَطِ)⁣(⁣٣)، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحُوهُ عَنْ أَنَسٍ⁣(⁣٤)، قَالَ: (لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ ÷ فَجَلَس عِنْدَ رَأْسِهَا فَقَالَ: «رَحِمَكِ اللَّهُ يَا أُمِّي بَعْدَ أُمِّي ...»)، - وَذَكَرَ ثَناءَهُ عَلَيْهَا، وَتَكْفِيْنَهَا بِبُرْدِهِ -. قَالَ: (ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ÷ أُسَامَةَ وَأَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَغُلَامًا أَسْوَدَ يَحْفرونَ، فَحَفَرُوا قَبْرَهَا فَلَمَّا


(١) وفي (ط ٤/ص/٣٥٨).

(٢) المعجم الكبير (٢٤/ ٣٥١)، رقم (٨٧١).

(٣) المعجم الأوسط (١/ ٦٧)، رقم (١٨٩).

(٤) ورواه أبو نُعَيم في (الحلية) (٣/ ١٢١).