الرسالة الصادعة بالدليل في الرد على صاحب التبديع والتضليل،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[تصريح الشوكاني والجزري بجواز التوسل]

صفحة 136 - الجزء 1

  الدَّلِيْل، وَاللَّهُ الهَادِي إِلَى سَوَاءِ السَّبِيْل⁣(⁣١).

  وَعَلَى الْجُمْلَةِ: التَّوَسُّلُ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِيْنَ مَشْرُوعٌ غَيْرُ مَمْنُوعٍ، وَلَمْ يُنْكِرْهُ إِلَّا مُؤَلِّفُ هَذِهِ وَأَضْرَابُهُ، الَّذِيْنَ حَذَا حَذْوَهُم صَاحِبُ الرِّسَالَةِ؛ فَإِنَّ غَالِبَهَا مَنْقُولٌ مِنْ رِسَالَتِهِمْ بِاللَّفْظِ.

[تصريح الشوكاني والجَزَرِي بجواز التوسل]

  قَالَ القَاضِي الشَّوْكَانِيُّ فِي (تُحْفَةِ الذَّاكِرِيْن شَرْحِ عِدَّةِ الْحِصْنِ الْحَصِين) (صفحة/٣٦)⁣(⁣٢)، بَعْدَ أَنْ رَوَى خَبَرَ الأَعْمَى وَذَكَرَ مَنْ صَحَّحَهُ:

  «فَقَدْ صَحَّحَ الْحَدِيْثَ هَؤَلَاءِ الأَئِمَّةُ، ... ، وَفِي الْحَدِيْثِ: دَلِيْلٌ عَلَى جَوَازِ التَّوَسُّلِ بِرَسُولِ اللَّهِ ÷ إِلَى اللَّهِ ø مَعَ اعْتِقَادِ أَنَّ الفَاعِلَ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَأَنَّهُ الْمُعْطِي الْمَانِعُ»، إِلخ كَلَامِهِ.

  وَقَدْ سَبَقَ قَوْلُ مُؤَلِّفِ (عِدَّةِ الْحِصْنِ الْحَصِيْن) الْجَزَرِيِّ فِي (صفحة - ٣٧):

  «وَيُتَوَسَّلُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِأَنْبِيَائِهِ وَالصَّالِحِيْنَ.

  فَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ⁣(⁣٣): أَقُولُ: وَمِنَ التَّوَسُّلِ بِالأَنْبِيَاءِ، ثُمَّ سَاقَ خَبْرَ الأَعْمَى، ثُمَّ قَالَ:

  وَأَمَّا التَّوَسُّلُ بِالصَّالِحِيْنَ فِمِنْهُ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيْحِ أَنَّ الصَّحَابَةَ اسْتَسْقَوا بِالعَبَّاسِ ¥ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ÷، وَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا»، إلخ⁣(⁣٤).


(١) وقال أيضًا كما في (كتاب التوسل والوسيلة) المطبوع ضمن (مجموع الفتاوى) (١/ ١٨٨)، ط: (دار الوفا): «هَذَا الدُّعَاءُ [وفيه: اللَّهُمَّ إنِّي أَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ÷] وَنَحْوُهُ قَدْ رُوِيَ أَنَّهُ دَعَا بِهِ السَّلَفُ، وَنُقِلَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي مَنْسَكِ المروذي التَّوَسُّلُ بِالنَّبِيِّ ÷ فِي الدُّعَاءِ ...». قلت: وسيأتي إن شاء الله تعالى زيادة البحث في تصريح أحمدَ بنِ حنبلٍ بجواز التوسل.

(٢) وهو في (تحفة الذاكرين) للشوكاني (شرح عدة الحصن الحصين) للجزري (ص/١٨٠)، ط: (مؤسسة الكتب الثقافية).

(٣) تحفة الذاكرين (ص/٥٠).

(٤) وقال الشوكاني أيضًا في كتاب (الدر النضيد) (ص/١٩)، ط: (دار ابن خزيمة): =