باب الإفراد
باب الإفراد
  إذا أحرم المفرد بالحج على الوجه الذي ذكرنا واستحضر النية له، قال: اللهم إني أريد الحج فيسره لي وتقبله مني ومَحِلي حيث حبستني، أحرم لك بالحج شعري وبشري ولحمي ودمي، وما أقلّت الأرض مني.
  ثم يقول: لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، لبيك ذا المعارج لبيك، لبيك بحجة لبيك.
  ثم يسير في طريقه ويكبر ويهلل ويقرأ ويستغفر، فإذا استوى بظهر البيداء ابتدأ التلبية يرفع بها صوته رفعاً متوسطاً، وكلما علا نشزاً من الأرض كبَّر، وإذا انحدر لبَّى، ولا يُغْفِل التلبية الفينة بعد الفينة، ويلبي راكباً وماشياً، وفي أدبار الصلوات، وعند الأسحار، كما ذكره القاسم # في المناسك.
  فإذا انتهى إلى الحرم اغتسل، وذلك سنة، ثم يقول: اللهم هذا حرمك وأمنك الذي اخترته لنبيك وقد أتيناك راجين.
  فإذا دخل مكة كان مخيراً بين تقديم الطواف والسعي وبين تأخيرهما إلى أن يعود من منى.
  فإذا نظر إلى الكعبة - قال القاسم # - قال: اللهم البيت بيتك، والحرم حرمك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار، اللهم فأعذني من عذابك، واختصني بالأجزل من ثوابك، ووالدي وما ولدا، والمسلمين والمسلمات، يا جبار الأرضين والسماوات.
  وإذا أراد تقديم الطواف والسعي دخل المسجد متطهراً، والمستحب أن يغتسل لدخوله.
  ثم يبتدئ بالطواف من الحجر الأسود ويأخذ في المشي عن يمينه من الحجر. قال أبو العباس: فإن أخذ عن يمين الحجر ويسار نفسه أعاد، إلا ما طاف عن يمينه، على أصلهم، ويسير حتى يأتي باب الكعبة ثم يأتي الحجر، ثم يأتي الركن اليماني، ثم