كتاب التحرير،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

باب الإفراد

صفحة 170 - الجزء 1

  يعود إلى الحجر الأسود، فيكون ذلك شوطاً واحداً، ويطوف على هذا المنهاج سبعة أشواط، يبدأ بالحجر الأسود ويختم به في كل شوط، ويرمل في ثلاثة أشواط منها، ويمشي في الأربعة الباقية.

  قال القاسم #: الرمل فوق المشي ودون السعي.

  ويستلم الحجر الأسود ويقبله إن تمكن من ذلك، واستلامه يكون بيمنى يديه، على ما حكاه أبوالعباس عن محمد بن يحيى #، ويستلم الأركان كلها إن أمكنه، وما لم يتمكن من إستلامه منها أشار إليه بيده، ويقول عند استلامه لها: {رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ٢٠١}⁣[البقرة].

  ويقول إذا ابتدأ الطواف: بسم الله، وبالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ فإذا حاذى باب الكعبة قال - وهو مقبل عليها -: اللهم البيت بيتك والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار.

  ثم يقول في باقي طوافه: رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، يردد ذلك في حال طوافه ويسبح الله ويهلله ويصلي على النبي ÷ ويقول عند استلامه للأركان أو إشارته إليها: {رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ٢٠١}.

  قال أبو العباس فإذا انتهى إلى مؤخر الكعبة وهو المستجار دون الركن اليماني بقليل: بسط في الشوط السابع على البيت يديه وألصق به بطنه وخدَّيه، وقال: اللهم البيت بيتك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار.

  وأما المرأة فإنها لا تهرول في طوافها وسعيها، ولا تزاحم الرجال، ولا تستلم الأركان في الزحمة، وإن لم يمكنها ذلك إلا بمزاحمة الرجال أشارت، وتخفض صوتها عند التلبية، والوقوف في أسافل الصفا والمروة أزكى لها.

  فإذا فرغ من الطواف صلى ركعتين وراء مقام إبراهيم # يقرأ في الأولى منهما: بفاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية بفاتحة الكتاب وقل هو الله