باب العتق المطلق والمشروط وذكر الألفاظ التي توجبه والتي لا توجبه
كتاب العتق والتدبير والكتابة والولاء
باب العتق المطلق والمشروط وذِكْرُ الألفاظ التي توجبه والتي لا توجبه
  العتق إما أن يكون مطلقاً أو مشروطاً؛ فالمطلق نحو أن يقول لمملوكه: أعتقتك، أو أنتَ حر، والمشروط نحو أن يقول: إذا قدم غائبي أو شفى الله مريضي فأنت حر، أو يعلّقه بسائر الحوادث من فعله أو فعل المملوك أو غير ذلك.
  ومتى كان مطلقاً فالعتق يتعقب اللفظ، ومتى كان مشروطاً فإذا وقع الشرط وقع العتق بالمتأخر من وقوع الشرط أو وجود اللفظ، فإن تقدم اللفظ وتأخر الشرط وقع عند وجود الشرط؛ لأجل اللفظ؛ فإن تقدم الشرط وتأخر اللفظ وقع عند وجوده.
  وتَقَدُّم الشرط نحو أن يقول: إن شفى الله مريضي فأنت حر، وقد كان المريض شفي، وتأخّره أن يقول: إن شفى الله مريضي فأنت حر، فإذا شفي صار حراً.
  ولو أن رجلاً قال: أول ولد تلده أمتي من عبدي فهو حر، فولدت اثنين معاً في بطن عتقا جميعاً، إلا أن يكون نوى الأول من الأولاد من الاثنين إن ولدا في بطن واحد، أو نوى أنه إن كان ما تلده واحداً فهو حر دون أن يكونا اثنين.
  قال أبو العباس |: وإن قال: أول عبد دخل عليّ فهو حر فدخل اثنان معاً عتقا جميعاً، ولو أن رجلاً قال: من بشّرني بكذا فهو حر، فبشّره به واحد من عبيده، ثم جاءه بعد ذلك عبد له آخر فبشره كان الأول حراً.
  ولو قال رجل لعبده وقد زوجه أمة له: إن ولدت امرأتك غلاماً فأنت حر، وإن ولدت جارية فهي حرة، فولدت غلاماً؛ عتق العبد وكانت الأمة وابنها مملوكين، وإن ولدت جارية، عتقت الأمة وكان العبد والأمَة مملوكين، وإن ولدت غلاماً وجارية توأمين؛ فإن ولدت الغلام قبل ثم ولدت الجارية، عتق الأب والأم وكان الولدان مملوكين، فإن ولدت الجارية ثم ولدت الغلام، عتق