باب صفة الصلاة وذكر فروضها وسننها وما يستباح فيها
  والمستحب للمصلي إذا استقبل القبلة أن يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم؛ ثم يقول: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل.
  ثم يكبر فيبتدئ ببسم الله الرحمن الرحيم، ويقرأ بعدها بفاتحة الكتاب وسورة معها، إما تامة وإما ثلاث آيات منها، والإتمام أفضل، على نص ما عليه القاسم #.
  ثم يكبر ويركع، ويبتدئ بالتكبير قبل الانحطاط ويتمّه راكعاً، هكذا ذكر القاسم #.
  ويطامن ظهره ويفرِّج آباطه، ويضع يديه على ركبتيه ويسوي كفيه عليهما، ويفرّق بين أصابعه، ويستقبل بهما القبلة ولا يحرفهما عنها، ويعدل رأسه ولا يكبه ولا يرفعه، ويقول في ركوعه: سبحان الله العظيم وبحمده ثلاثاً، والتسبيح فيه مستحب غير واجب، على ما روي عن القاسم #.
  ثم يرفع رأسه من ركوعه، ويقول: سمع الله لمن حمده، إن كان إماماً أو منفرداً، وإن كان مؤتماً قال: ربنا لك الحمد عند قول الإمام: سمع الله لمن حمده. يبتدئ بذلك عند رفعه رأسه ويتمّه عند اعتداله قائماً على موجب المذهب، وقد ذكره أبو العباس |.
  فإذا اعتدل قائماً، خرَّ لله ساجداً وقال: الله أكبر، ويبدأ بوضع يديه قبل ركبتيه على الأرض، ثم يسجد فيمكّن جبهته من الأرض، ويضع أنفه مع جبهته ويخوِّي في سجوده، ويمد ظهره، ويسوي آرابه، ويضم أصابعه، ويجعل كفيه حذاء خديه، وينصب قدميه ويفرج آباطه، ويبين عضديه ومرفقيه عن جنبيه، وإن كانت امرأة تضمّمت؛ ثم يقول في سجوده: سبحان الله الأعلى