الدخول إلى فهم الأصول،

يحيى محمد عبدالله عوض (معاصر)

الحال وصاحبها

صفحة 108 - الجزء 1

  [النساء] دل اسم الشرط على عموم جميع العاملين من الذكور والإناث العقلاء بظاهره وخصص المؤمن بقوله تعالى: {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} فكانت الجنة خاصة بالمؤمنين.

  وفي مجموع زيد بن علي قال رسول ÷: «من ملك ذا رحم محرم فهو حُرٌّ» دل اسم الشرط على عموم مالك ذي الرحم المحرم وأنه يعتق عليه رحمه واسم الشرط هذا يعم العاقلين.

  ومن أسماء الشرط «ما» ويختص بغير العاقل ويعم غير العاقل نحو قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ... الآية}⁣[البقرة: ١٠٦] عمت كل آية منسوخة.

  ونحو قوله تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}⁣[البقرة: ١٩٧] فقد دلت على أن كل حسنة يفعلها المكلف يعلمها الله تعالى.

  ومن أسماء الشرط «أيُّ» وتفيد عموم الأشخاص وقس مثالها على ما سبق نحو قوله تعالى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}⁣[الإسراء: ١١٠] وباقي أسماء الشرط تفيد العموم إلا أنها تختلف معانيها بحسب وضعها فإن واضع اللغة وضع «متى» لعموم الزمان وأيان مثلها، ووضع «أين» لعموم المكان و «حيثما» لعموم المكان، و ... إلخ.

  ومثال «متى» ما روي عن علي ÷ في الرجل ينسى الصلاة: (يصليها متى ما ذكرها في وقت أو غير وقت)، فقوله: «متى ما ذكرها» عم جميع الأوقات وقت الفضيلة ووقت الكراهة وغيرها.

  و «أين» نحو قوله تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا}⁣[آل عمران: ١١٢] {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُمُ الْمَوْتُ}⁣[النساء: ٧٨]، {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا}⁣[البقرة: ١٤٨]، فقوله: «أين ما تكونوا»، «أين ما ثقفوا» عم جميع الأمكنة.

  و «أيان» نحو قول الشاعر: «فأيان ما تعدل به الريح ينزل»، فمعناه: أي وقت، فعم جميع الأوقات.