صفوة الاختيار في أصول الفقه،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 12 - الجزء 1

مقدمة التحقيق

  

  الحمد لله رب العالمين، نحمده على سوابغ نعمه وإحسانه، ووافر آلائه وامتنانه، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا شبيه ولا عديل، ولا ضدّ ولا مثيل، لا يُدرك بالحوس، ولا يُقاس بالناس.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المنتجب المصطفى، أرسله الله رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين الذين حموا سرح الدين.

  وبعد:

  بين يديك - أيها القارئ الكريم - كتاب (صَفْوَة الاخْتِيَار في أُصُوْلِ الفِقْهِ) للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # وهو من جواهر الكتب في علم الأصول، ومن معتمدات الزيدية التي اشتهرت في أواسط رجالها منذ عصر مؤلفها وإلى يوم الناس هذا؛ لأن مؤلفها وجامع دررها من حفّاظ الإسلام والأئمة الأعلام.

  وقد اهتم علماء الزيدية من أهل البيت وشيعتهم بعلم الأصول اهتماماً بالغاً، فألّفت المؤلفات العظيمة في هذا الفن.

  وقد ابتدأت مراحل نشأة أصول الفقه عند الزيدية تتطور شيئاً فشيئاً ابتداء بالإمام الأعظم الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ إمام الزيدية وقائدها؛ ومروراً بالأئمة وأشياعهم من العلماء، إلى أن وصل إلينا غضاً طرياً.

  والفائدة التي يعود إليها سبب الاهتمام هو فتح باب الإجتهاد والإستنباط الذي هو الطريق لتحصيل المسائل الفقهية من أماكن ومظان وجودها وهي الأدلة.

  فأصول الفقه يُعَدُّ الآلة والأداة التي بها تستخرج الأحكام والمسائل. فالزيدية تتميز بأنها تفتح باب الاجتهاد للمجتهد، والمجتهد لا يصير مجتهداً إلا بالإلمام والمعرفة لأبواب ومسائل أصول الفقه.