تاريخ اليمن (تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى)،

عبدالله بن علي الوزير (المتوفى: 1147 هـ)

ودخلت سنة تسعين وألف

صفحة 361 - الجزء 1

  وفي هذه الأيام فتحت كنيسة اليهود بصنعاء بعد أن كان الإمام أمر بسمرها، وأخرج ما فيها من كتبهم، وأريق الخمر الذي كان بمخزانها، في مصالحها، وأمر بخروج اليهود فخرجوا أرسالا، وباعوا ما نفق من بيوتهم، وخربوا ما لم ينفق، وخربت الكنيسة، وراجع عز الإسلام، محمد بن المتوكل فيها لتقدمها كما في تاريخ الرازي، وغيره فصمّم الإمام على ذلك المرام، فهدمت وعمر مكانها المسجد المعروف اليوم بمسجد الجلاء، وكتب في طرازه للقاضي العلامة محمد بن إبراهيم السحولي.

  إمامنا المهدي شمس الهدى ... أحمد سبط القائم القاسم

  له كرامات سمت لم تكن ... لها دوي قبل أو قاسم

  لو لم يكن منها سوى نفيه ... يهود صنعاء أخبث العالم

  وجعله بيعتهم مسجدا ... لساجد للّه أو قائم

  قد فاز بالأمر به غانما ... واتفق التاريخ في غانم

  وفي هذه الأيام نزل من السماء ببلاد حجة برد، وزن كل حبة ستة أرطال، وفي نصف رجب توفي الحكيم محمد لطفي، بن الأمير الحرار بمدينة صنعاء، وكان من معرفته الأسباب والعلامات بمحل جيد. وفي هذه الأيام وصل إلى صنعاء الشريف العالم إسماعيل بن إبراهيم الرومي الحنفي الحسيني، في هيكل [٦٧] الدراويش، وترك كتبه بزبيد وبحث معه جماعة من أهل العلم بصنعاء فوجدوه عارفا في عامة الفنون، وفي فقه الحنفيّة، وهو صنو وزير السلطان محمد بن إبراهيم.

  وفي عشرين من شعبان انتقل الإمام إلى بير زاهر ثم سار بعد ذلك إلى الغراس، وفي عاشر رمضان توفي بصنعاء الفقيه العارف علي بن محمد سلامة،