غزوة تبوك
غزوة تبوك
  في شهر رجب سنة ٩ للهجرة
  تبوك موضع بين وادي القرى والشام بينه وبين المدينة أربع عشرة مرحلة وهي غزوة العسرة التي ذكرها الله في أواخر سورة التوبة الآية (١١٧) بقوله تعالى: {الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} وهي آخر غزواته وكان وقت حر شديد وقحط شديد ولذا لم يور عنها ليتخذوا ما يتقون به من الحر وأخبرهم أنه يريد الروم، وسببها أنه بلغه أن الروم قد جمعت جموعاً كثيرة وقد تقدمت جموعاتهم إلى (البلقاء) فندب أصحابه إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريده ليتأهبوا وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستفزهم وأمر الناس بالصدقة فجاؤوا بصدقات كثيرة وجاء سبعة من الصحابة يبكون لعدم ما يحملهم وطلبوا من رسول الله ÷ أن يحملهم فقال: «إني لا أجد ما أحملكم عليه، وهم الذين قال الله فيهم: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}[التوبة: ٩٢] الآية. وهؤلاء {مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ٤١}[الشورى: ٤١] وهذا يدل على صدق الصحابة وإخلاصهم مع رسول الله ÷، وكان عدد جيش المسلمين (٣٠٠٠٠) وعدد الخيل (١٠٠٠) فقدم تبوك ومعه هذا الجيش فأقام بها عشرين ليلة يصلي قصرة ولم يلق العدو فرجع ولم يلق بها حرباً ولا كيدأ وخلف رسول الله علي # على المدينة فتكلم الناس فشكا علي منهم فقال: «اما