حجة الوداع
  المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما طابت به نفسُه فلا تظلموا أنفسكم، ثم قال: اللهم هل بلغت؟ قالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشهد». انتهى باختصار.
  هذه الخطبة خطبها بعرفة وقت الوقوف ولم يحج بعد الهجرة إلا هذه الحجة، وأما قبل الهجرة فقيل لم يتركها سنة واحدة، وخرج رسول الله ÷ من المدينة يوم السبت (٢٥) ذي القعدة ودخل مكة يوم الثلاثاء في اليوم العاشر أي خامس الحجة وخرج معه (٩٠.٠٠٠) ويقال أكثر من غير أهل مكة والذين أتوا من اليمن، وساق معه مائة بدنة وقام بالحج مع تعليم الناس ثم مشى إلى مزدلفة وبات بها ووقف بالمنحر حتى أسفر كثيرا(١) ثم سار إلى منى ورجم الجمرة ثم توجه إلى المنحر فنحر البدن نحو ثلاث وستين بدنة ثم نحر الباقي علي بن أبي طالب # لأنه أحرم بما أحرم به رسول الله عند قدومه من اليمن ثم حلق ونزل إلى البيت وطاف طواف الزيارة وعلمهم جميع المناسك وقال: خذوا عني مناسككم ثم عاد رسول الله ÷ إلى منى وبقي إلى اليوم الرابع وعاد إلى المدينة ولما بلغ في رجوعه إلى خم وهو موضع فيه ماء وكان ذلك المحل موضع حار فجمع الناس وقت الظهيرة قبل أن يتفرقوا إلى مواطنهم من ذلك الموضع فنادى في الناس وأخذ بضبع علي ورفعه حتى بدت إبطه وقال: «ياأيها الناس من كنت مولاه أولى به من نفسه فهذا علي أولي بكم
(١) أي الفجر. تمت.