مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

فترة الوحي

صفحة 24 - الجزء 1

  بإظهار الدعوة، ودار الأرقم هي دار للأرقم بن أبي الأرقم من السابقين في الإسلام، وهي دار في أصل الصفا، وقد أسلم كثير في تلك الفترة السرية فمنهم أبو ذر الغفاري الرجل العظيم، وإليك بعض قصة إسلامه لما بلغه أن في مكة نبياً سارع إلى هنالك فرآه أمير المؤمنين # فدعاه للضيافة واليوم الثاني واليوم الثالث وكان من عادة العرب لا يسألون عن حاجة الضيف إلا بعد انتهاء الضيافة وهي الثلاثة الأيام، وقال له: ما أقدمك إلى مكة؟ قال: سمعت ببعثة نبي وأريد أن أتفق معه. فقال: أنا أدلك عليه فاتبعني وتأخر عني فإذا رأيت من أكرهه فاميل عن الطريق كأني أريد حاجة، فتوجها إلى رسول الله ودخل عليه البيت فدعاه إلى الإسلام فلم يتأخر واسلم وقال: يا رسول الله إني لا بد أن أظهر إسلامي فنهاه النبي وخرج وطلع في باب الكعبة ونادي بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله: فضربوه ضرباً شديداً إلا أن العباس منعهم، وفي اليوم الثاني كذلك وبعد ذلك أمره الرسول بالرجوع إلى بلده ويدعو أصحابه إلى الإسلام إلى أن يفرج الله. فـ ¥ فكان من المؤمنين السابقين الأقوياء في دين الله، في أيام الخلفاء حتى خرج إلى الربذة في أيام عثمان وقد بشره الرسول ÷ بذلك وقال: «سيموت وحده وسيدفن وحده ويبعث وحده)، ولا زال الرسول ÷ يكتم الدعوة سراً حتى نزل قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ٩٤}⁣[الحجر: ٩٤] {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}⁣[الشعراء: ٢١٤] ولما نزلت