فترة الوحي
  هذه الآية دعا عشيرته إلى طعامه في بيته وحاول أن يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام فقطع أبو لهب حديثه واستنفر القوم ليقوموا فدعاهم مرة أخرى فقال ÷: «أيها العشيرة ما أعلم أن أحدا قد جاء بمثل ما جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر»؟ فأعرضوا عنه كلهم لكن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # نهض وهو مراهق للحلم قال: أنا يا رسول الله أنا عونك أحارب من حاربت فتبسم بنو هاشم وجعلوا ينظرون إليه تارة ثم إلى أبيه أخرى، ثم انصرفوا مستهزئين، ثم انتقل يدعو أهل مكة جميعاً. صعد الصفا ونادى: «يا معشر قريش فاجتمعوا ثم قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل أكتم تصدقوني، قالوا: نعم أنت عندنا غير متهم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، وقال: يا بني عبد المطلب با بني عبد مناف يا بني زهرة يا بني تيم يا بني مخزوم يا بني أسد إني لا أغني عنكم من الله شيئاً إلا أن تقولوا لا إله إلا الله»، فصاح أبو لهب وقال: تباً لك أجمعتنا لهذا؟ فنظر إليه مغضباً ولم يلبث أن نزل قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ١}[المسد: ١] السورة إلى آخرها.