مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

إيذاء المشركين للمسلمين

صفحة 26 - الجزء 1

إيذاء المشركين للمسلمين

  لما أظهر دعوته تحرك المشركون ونصبوا العداء لرسول الله ÷ وللمسلمين، فمنهم من عذب حتى مات مثل ياسر وزوجته، ومنهم من عذب عذاباً أليماً كبلال وصهيب وعمار وغيرهما.

  أما الرسول فعمه أبو طالب يحميه ويناصره ويدفع عنه كل أذى، ولقد دارت بينه وبين المشركين محاولات كثيرة تارة يبذلون له مالاً واسعاً، وتارتاً يبذلون له ولداً فداء بدل محمد ليعطيهموه يقتلونه، وتارة غير ذلك فقال لهم: أما المال فلا حاجة لنا به، وأما الولد فما تنصفونني أتعطونني ولداً أغذيه لكم وأعطيكم أبني تقتلونه؟ فقال له المطعم بن عدي: ما أراك تريد أن تقبل منا شيئاً، فقال أبو طالب: والله ما أنصفتموني ولكنكم قد أردتم وأجمعتم على خذلاني ومظاهرة القوم علي فاصنعوا ما بدا لكم. فاشتدت الحرب وتنابذ القوم بالكلام ولكن أباطالب لم يهزه شيء ولا زاده مظاهرة القوم إلا شدة لأنه الشجاع الباسل. وروي له أشعار كثيرة يُعرض بهم ذكرها ابن هشام في السيرة روي أنه اختبر الرسول لينظر ثباته وقال له: يا بن أخي إن القوم قد جاؤوني وقالوا كذا وكذا فهل لك أن تبقي علي وعلى نفسك.

  فظن رسول الله أنه خاذله فقال ÷: «يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره