مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

إسلام حمزة بن عبد المطلب #

صفحة 31 - الجزء 1

إسلام حمزة بن عبد المطلب @

  إن في إسلام حمزة آيةً عظيمةً وشداً لأزر رسول الله ÷ لأنه الشجاع البطل المعروف عند قريش، لقد كان في قنص ورسول الله عند الصفا فمر به أبو جهل وسبه سباً شنيعاً وكانت جارية تسمع فمر حمزة فدعته الجارية وقالت: ما لقي ابن أخيك من أبي جهل لقد آذاه وشتمه وسبه ومحمد لم يكلمه بشيء، فغضب حمزة غضباً شديداً ودخل المسجد مسرعاً فوجد أبا جهل في القوم حتى إذا قام على رأسه فضربه بالقوس في رأسه ضربة شج بها رأسه، فقام رجال قريش يريدون الانتصار لأبي جهل وقالوا: يا حمزة ما نراك إلا قد صبأت⁣(⁣١)، قال: ومن يمنعني أن أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله والذي يقوله الحق فامنعوني إن كنتم صادقين، رحمك الله يا حمزة على هذا الجواب، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة فإني قد سببت ابن أخيه سباً قبيحاً، فثبت على إيمانه وإسلامه وكان من أعظم أعوان الرسول شهد المشاهد كلها وقتل يوم أحد كما يأتي تفصيله، ولما أسلم حمزة علمت قريش أنه قد عز وامتنع وفت إسلامه عضد قريش لأنه أعلن إسلامه على رؤوس الملا بشجاعة وبطولة وتحدي.


(١) أي تركت ديننا واتبعت محمد ÷.