مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

الإسراء والمعراج

صفحة 39 - الجزء 1

الإسراء والمعراج

  كان الإسراء قبل الهجرة بسنة فقط في ليلة سبع وعشرين من شهر رجب كان الإسراء إلى بيت المقدس والمعراج إلى السماء قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١}⁣[الإسراء: ١]، اختلف في الإسراء فقيل بجسده وقيل بروحه كالحُلُم وينبغي التأمل كما قال بعضهم فرق بين الإسراء بجسده والإسراء في النوم فلو كان نوماً لم يكن فيه أي فضيلة ولا أنكره المنكرون وهو خلاف لفظ الآية فقد اتفق أكثر طوائف المسلمين أنه أسري بجسده وهو الواضح والمعمول عليه والواقع الصريح الذي أخبر به النبي وأنكره المشركون وصاحوا حتى رجع بعض من كان قد أسلم، قال الفخر الرازي في تفسيره: قال أهل التحقيق إن الذي يدل على أنه أسري بروح محمد وجسده القرآن والخبر، أما القرآن فهذه الآية وتقرير الدليل فلأن العبد⁣(⁣١) اسم لمجموع الجسد والروح فيكون الإسراء بالجميع، وأما الخبر فهو الحديث المروي في الصحاح وهو مشهور وهو يدل على الذهاب إلى القدس وإلى السماوات. والمعراج إلى السماوات هو ليطلع على عجائب الملكوت كما قال تعالى: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}، وأما الله فهو لا يحويه مكان


(١) أي المذكور في قولة تعال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا}.تمت.