وصوله المدينة ÷
وصوله المدينة ÷
  إن الرسول بهجرته قد ترك مكة في ظلام دامس فلما وصل المدينة أشرقت أنواره في أرجائها فخرج القوم يستقبلونه وقد غمرهم البشر والسرور والفرح والحبور ويتسابقون لمشاهدة وجهة المشرق ويعبرون بالنغمات التي تدل على موقف عظيم ويقولون:
  طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع
  وجب الشكر علينا ... مادعا لله داع
  أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع
  وصل رسول الله يوم الاثنين (١٢) ربيع الأول قريب الظهر ونزل قباء وهي محلة تقرب من المدينة بنحو ميلين ومكث بها إلى يوم الخميس وأسس المسجد الذي نزل فيه قوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ}[التوبة: ١٠٨]، وقدم علي ومعه الفواطم وأم أيمن وولدها وجماعة من ضعفاء المؤمنين بعد أن أدى الودائع وكان يسير ليلا ويكمن نهارة وقد ورمت قدماه فاعتنقه النبي وبكي رحمة به لما بقدمه من الورم وتفل في يديه ومر بهما على قدميه فلم يشكهما بعد ذلك ثم ركب النبي يوم الجمعة يريد المدينة وأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف فصلي هنالك بمن معه من المسلمين وكانوا نحو مائة رجل وهي أول جمعة صلاها بالمدينة وأول خطبة خطبها في الإسلام ثم ركب