مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

غزوة بدر الكبرى

صفحة 72 - الجزء 1

  ثلاثمائة وقالوا: دعوا ما يقول أبو جهل.

  نزلت قريش بالعدوة القصوى من الوادي ونزل المسلمون على كثيب أعفر تسوخ فيه الأقدام وحوافر الخيل وسبق المشركون إلى ماء بدر وحفروا قليباً يشربون منه وتشرب دوابهم وأدرك المسلمون النعاس وأصبحوا لا يصلون إلى الماء ولكن الله أرسل عليهم مطراً فشربوا واتخذوا الحياض على عدوة الوادي واغتسلوا وتوضؤوا وسقوا الركاب وأطفأ المطرُ الغبار ولبد الأرض وثبت أقدامهم وأنزل الله قوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ١١}⁣[الأنفال: ١١]، بات رسول الله ÷ تحت شجرة يصلي ويكثر في سجوده قوله: «يا حي يا قيوم»، ثم أشار الخباب بن المنذر أن يتقدم رسول الله يتقدم إلى قريب من الماء فأجابه رسول الله ÷ وقيل مشورته وكان يقال للحباب ذو الرأي وقال سعد بن معاذ: نبني لك يا رسول الله عريشة تكون فيه وتعد عندك ركائبك فإن انتصرنا فالذي نحب، وإلا جلست على ركائبك ولحقت بمن وراءنا إلى آخر ما تكلم به من المحبة والوقار وصدق المودة والإخاء ثم بني له العريش في مكان مرتفع فدخله ينظر المعركة ودخل معه أبو بكر.

  وخطب عتبة بن ربيعة ينصح قريشاً بالرجوع إذ لا فائدة لهم في القتال فأصر أبو جهل على القتال وذلك للمنية المعدة له والحمد لله.