مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

غزوة بدر الكبرى

صفحة 74 - الجزء 1

  وعبيدة بن الحارث فقتل حمزه شيبة وقتل علي الوليد وعتبة والحارث كل منهما ضرب صاحبه فأقبل حمزة وعلي وذففَا على عتبة وأخذا الحارث وقد أثرت فيه الضربة فقيل | وهو أول قتيل في الإسلام في أول مبارزة ونزل فيهم قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ}⁣[الحج: ١٩] الآيات في سورة الحج.

  ولما وقعت هذه خرج رسول الله ÷ يسوي صفوف أصحابه فكان سواد بن غَزِية قادماً فأخره النبي ودقه في بطنه فقال: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فاقدْني، فكشف رسول الله بطنه وقال: استقذْ فاعتنق سوادٌ رسول الله ÷ وقَبْلَ بطنه وقال: «ما حملك على هذا» قال: يا رسول الله قد حضر ما ترى فأريد أن يكون آخر العهد بك وأن يمس جلدي جلدك فدعا له رسول الله بخير وكان شعار المسلمين (يا منصور أمت).

  تزاحم الناس ودنا بعضهم من بعض وأقبل بعضهم يريد أن يشرب من حوض المسلمين فقال ÷: «دعوهم يشربوا فما شرب منه أحد إلا قتل إلا حكيم بن حزام فإنه أسلم» وأمر رسول الله أن لا يحمل أحد على المشركين حتى يأمرهم وأخذته سِنَةٌ فاستيقظ وقد أراه الله في منامه المشركين قليلاً فاخبر أصحابه وكان تثبيتاً لهم ثم خرج رسول الله ÷ وأمرهم بالقتال وأخذ حفنة من تراب ورمي به المشركين وقال: شاهت الوجوه فلم يبق أحد من المشركين إلا دخل في عينه وأنفه من تلك القبضة لا يدري أين يتوجه فهُزِموا وأردفهم المسلمون يقتلون ويأسرون