غزوة بدر الكبرى
  وإلى هذا أشار قوله تعالى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}[الأنفال: ١٧] وخرج رسول الله ÷ وهو يقول: «سيهزمُ الجمعُ ويولون الدبر»، وقال: «والذي نفس محمد بيده ما يقاتلهم اليوم رجل فيُقْتَل صابراً محتسباً إلا ادخله الله الجنة» فسَارَعُوا إلى القتال واقتتل الناس قتالاً شديداً وكان ابتداء المعركة صبح يوم الجمعة وانهزم المشركون وقت الظهيرة وبلغ عدد قتلى المشركين سبعون رجلاً وعدد الأسرى أربعة وسبعون ةأستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً ثمانية من الأنصار وستة من المهاجرين قال أمير المؤمنين علية السلام: كنت أقاتل يوم بدر وأرجع إلى رسول الله وهو يقول «يا حي يا قيوم» لا يزيد على ذلك، وهذا يدل على فضل هذا الدعاء، وقيل في هذه الوقعة فرعون قريش أبو جهل اللعين الذي كثر أذاه لرسول الله قتله معوذ بن عفراء بعد أن قطع ابن الجموح رجله واحتز رأسه عبد الله بن مسعود وربط اذنه وسحبه إلى رسول الله وذلك أن عبد الله بن مسعود أتى أبا جهل يومة في مكة فقطع من أذنه قال رسول الله لما وقف عليه مقتولا: «الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله هذا كان فرعون هذه الأمة ورأس الكفر»، قال تعالى في قصة بدر: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٢٣}[آل عمران: ١٢٣] وقال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ٩}[الأنفال: ٩] الآيات وغير ذلك.