مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

إلقاء القتلى في القليب

صفحة 76 - الجزء 1

إلقاء القتلى في القليب

  أمر رسول الله بالقتلى من المشركين أن ينقلوا من مصارعهم إلى القليب وذلك كان أيسر من دفنهم ووقف رسول الله على القليب وقال: «يا أهل مكة بئس العشيرة أنتم كذبتموني وصدقني الناس» ثم عدد بعض أهل القليب يناديهم بأسمائهم فقال: «هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقأ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقأ» فقال عمر: كيف تكلم أجساداً لا أرواح فيها فقال: «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني».

  كانت وقعة بدر أول انتصار للمسلمين في حروبهم وإنها لوقعة لها أثرها في نفوس المسلمين إلى يوم الدين لأنها بمثابة الحجر الأساسي للإسلام في انتصار رسول الله في الوقائع المقبلة وهو بدء تحول كبير في تاريخ الإسلام وتاريخ العالم. في هذه الوقعة انهزم أهل مكة الذين كانوا لا يبالون ويستضعفون رسول الله وظهر منعهم في القتال ونكس الله تعالى كبرهم على كثرة عددهم وعدتهم، وإن في هذه الوقعة معجزات عظيمة من نزول الملائكة للإمداد ونزول المطر وما أخبر به رسول الله قبل الوقعة وأن لهم إحدى الطائفتين ورميه إياهم بالتراب وإرسال الله الرياح وغير ذلك وقد بذل المهاجرون والأنصار أنفسهم للجهاد وحماية رسول الله وظهر صدقهم وشدة عزيمتهم وصدقهم وكفاهم قول الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}⁣[الفتح: ٢٩]، وحينما اختاروا الجهاد على غنيمة العير رحمهم الله تعالى فذلك برهان صحيح على صدق إيمانهم ووفائهم وكفى بذلك فخراً. ا ه.