المنهزمون من المسلمين
  زاد في ارتباك المسلمين حينما صاح بعضهم قُتل محمد واهتز المسلمون إلا الثابتون منهم قالوا: إذا مات محمد فالله لم يمت سنقاتل حتي نموت بعده. وصل العدو إلى قريب من رسول الله ÷ ورموه بالحجارة حتى شج وجهه وكُلِمَت(١) شفته السفلى ودخلت حلقتنا المغفر في وجهه وسقطت ثناياه وامتص مالك بن سنان الخدري دم رسول الله وازدرده وهو والد أبي سعيد الخدري وقال: من مس دمه دمي لم تمسه النار واستشهد في هذه الوقعة كثير بلغ عدد قتلى المسلمين (٧٠) ومن المشركين (٢٣).
المنهزمون من المسلمين
  صار المسلمون ثلاث فرق، فرقة استمرت في الهزيمة حتى بلغوا المدينة وفيهم عثمان بن عفان ونزل فيهم قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ}[آل عمران: ١٠٥] وفرقة صاروا حيارى لما سمعوا أن محمدا قد قتل فصارت غاية الواحد منهم أن يدافع عن نفسه، وفرقة ثبتت مع رسول الله ثم تراجعت الفرقة الثانية شيئا فشيئا حين علموا أن النبي حي، وأما الفرقة الأولى فلم يرجعوا إلا بعد انتهاء القتال قال ابن سعد ما زال يرمي عن قوسه حتى صارت شظايا فصار يرمي بالحجر وكان أقرب الناس للعدو، هذا يدل على أنه كان أشجعهم، روي عن علي # أنه كان يقول: إذا اشتد الباس اتقينا برسول الله. أي جعلناه في وجه العدو ونكون خلفه، ثبت مع رسول الله أربعة عشر رجلا سبعة من المهاجرين وسبعة من الأنصار، أقبل
(١) أي جرحت