مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

غزوة بني النضير في شهر ربيع الأول

صفحة 94 - الجزء 1

غزوة بني النضير في شهر ربيع الأول

  وكانت سنة أربع وبنو النضير هم قبيلة من اليهود كانوا هم وقريظة بظاهر المدينة ثم نزلوا في العالية وبنو قريظة في مهزوز، وهما واديان ينزل منهما ماء عذب، خرج رسول الله يوم السبت إلى مسجد قباء ومعه نفر من المهاجرين والأنصار فأتي إليه بنو النضير وطلب منهم الإعانة في دية رجلين قتلهما عمرو بن أمية الضمري فقالوا: نفعل يا أبا القاسم، ثم اشتوروا أن يغدروا به وكان رسول الله جنب جدار من بيوتهم فقال بعضهم: أنا أطلع على ظهر البيت والقي عليه صخرة فعرف رسول الله ما يريدون فنهض وقام مسرعة متوجهة إلى المدينة فبعث إليهم محمد بن مسلمة وقال يخرجون من محلهم ولهم المهلة عشرة أيام فمن بقي بعدها ضربت عنقه، فهموا بالخروج فأرسل إليهم ابن أبي فقال: لا تخرجوا وأنا أعينكم بقومي، فركنوا عليه فأرسلوا إلى رسول الله ÷ لا تخرج من ديارنا فكبر رسول الله ÷ وكبر المسلمون فخرج رسول الله بأصحابه يحمل لواءه علي بن أبي طالب # فحاصرهم خمسة عشر يوماً وقطع نخلهم وخذلهم ابن أبي فقالوا: نخرج عن بلادك فقال: لا نقبله اليوم وكان حصارهم خمسة عشر يوماً ثم قال: أخرجوا وليس لكم إلا ما حملته إبلكم، فقبلوا فخرجوا فتوجه بعضهم إلى خيبر ومنهم من سار إلى الشام، وأخربوا بيوتهم بأيديهم حسداً للمسلمين كما أخبر الله عنهم،