تصدير
  
تصدير
  الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد، ..
  فهذا كتاب (الإحياء على شهادة الإجماع) أحد مؤلفات القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى الخاصة بالمطرفية، وأهميته الباعثة على إخراجه تتمثل في أنه كتاب مفرد عن فرقة الْمُطَرَّفِيَّة، مصنفه واحد من أكبر وأكثر من تصدى لهم وجهاً لوجهٍ وحاورهم وناظرهم ورجع كثير منهم عن التطريف على يديه؛ والكتاب يبين جانباً من أقوالهم ومذاهبهم التي يذهبون إليها، ومنه يتبين أن لهم مذاهب شتى وأن كثيراً منها على جانب لا يستهان به من التعقيد والدقة، أكثر مما نتصوره ويحاول أن يصوِّره مَنْ حاول الخوض في قضيتهم، من طرق شيئاً وغيِّبَ عنه وعنا أشياء.
  والكتاب يدور حول مسائل خالفتها المطرفية في أصول الدين كانوا قد أجمعوا عليها مع الزيدية، منها قولهم في الإحالة والاستحالة، وفي وجوب المساواة في الخلق والرزق، وفي رزق العاصي وأنه مغتصب إما في يده من الأرزاق، وفي أن حسنات العاصي معاص، وقولهم في العقل، والقرآن العزيز، وقولهم في النبوة إنها فعل النبي، وغيرها من المسائل. وقد ناقشهم في المسائل التي ذكرها واحتج عليهم فيما خالفوا فيه من تلك المواضع المتقدم إجماعهم