الإحياء على شهادة الإجماع،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

القاضي جعفر وأهل السنة:

صفحة 25 - الجزء 1

  إذن (٤١) واحد وأربعون مصنفا هو جملة ما ألفه القاضي بخصوصه في شأن المطرفية، هذا العدد يقارب ثلثي مؤلفاته البالغة (٧٤) أربعة وسبعين مؤلفا في شتى الفنون، وهو ما أحصيته وبلغ إليه علمي من مؤلفاته.

  نعم، وذكر يحيى بن الحسين بن القاسم في كتابه (المستطاب: ٤٥ أ - مخطوطة المنصور)، في ترجمة يحيى بن الحسين بن عبد الله البحيري المطرفي المتوفي سنة (٥٧٧ هـ) أن هناك كتاب مشتركاً بينه وبين القاضي جعفر، فقال: «.. ثم كان بينه وبين القاضي جعفر بعد التفرق المراجعات والمراسلات، وبينها الكتاب المسمى ب (رادمة الأبواب) أصله للقاضي جعفر وجوابه ليحيى بن الحسين البحيري». اهـ

القاضي جعفر وأهل السنة:

  خلال معاركه الكلامية مع المطرفية و دون أن تشير المراجع إلى السبب الباعث على ذلك: هل كان بناء على دعوة تلقاها أم من تلقاء نفسه أم غير ذلك - توجه القاضي جعفر إلى المناطق الوسطى من اليمن، إلى مدينة (إب) للمناقشة والحوار والمناظرة مع الحنابلة والأشاعرة في عقائدهم، ووفق عقيدته الزيدية، لا وفق ما ذكره الحبشي في (مصادره: ١١٠) في ترجمة الفقيه ابن أبي الخير بقوله عن القاضي جعفر: «وأخذ يدعو الناس إلى مذهب المعتزلة»، نازعاً عنه بذلك لباسه الزيدي وانتهاءه الزيدي ونضاله في سبيل فكر ومذهب الزيدية. وهذه الزيارة ل (إب) يمكنني على وجه التقريب القول: إن وقتها كان سنة (٥٥٧ هـ)، أو سنة (٥٥٨ هـ) السنة التي توفي فيها الفقيه يحيى بن أبي الخير العمراني الحنبلي الأصول الشافعي الفروع الذي أراد القاضي جعفر مناظرته هناك.

  قال الشامي في سياق ذكر ابن أبي الخير العمراني وكتابه (الانتصار في الرد على القدرية الأشرار⁣(⁣١)) الذي اسمه ينبئ عن موضوعه: «وقد أجاب الشيخ يحيى


(١) طبع باسم (الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار) في ٣ أجزاء، بتحقيق سعود =