الأصول الثمانية،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

الوعيد:

صفحة 10 - الجزء 1

الوعيد:

  ومن لم يعتقد بهذه الأصول فقد خسر وخاب، ووعيده النار وبئس المئاب، خالداً فيها مخلداً لا يخرج أبداً {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٧}⁣[يونس: ٢٧].

  ومن قال بالخروج فقد قلد اليهود إذ قالوا: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨٠}⁣[البقرة: ٨٠].

الشفاعة:

  والشفاعة للمؤمنين زيادة في التعظيم، وإكمالاً للتكريم، قال تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ١٨}⁣[غافر: ١٨] وليست لأهل الكبائر على الإطلاق، إلا من تاب وأناب، ومن قال بخلاف ذلك فقد خسر وخاب، وخالف نصوص الكتاب إذ يقول تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}⁣[النساء: ٣١].

هذا الكتاب:

  ونظراً لأهمية هذه الأصول التي لا ينكرها إلا جاحد جهول، أو متفيقه مخذول، فقد عمل أهل بيت الرسول عليهم الصلاة السلام على