[خطر التقليد]
  والمشُبَّه(١) به في لغة العرب هو الأفضل، والملائكة أفضل من جميع الأنبياء، والأنبياء أفضل من سائر الناس، ولذلك خصهم الله برسالاته، فقال سبحانه: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٢} فيجب أن يؤمن بالملائكة على هذه الصفة، ويقدمهم في الرتبة، ويعلم أنهم ليسوا بمجبورين، ولا على الطاعة محمولين قسراً، بل أمراً وتخييراً، كما خير العباد فاختاروا الرشاد، فليس فيهم كلهم عاص، بل هم مطيعون أجمعون، عبيد مكرمون، كما قال سبحانه: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ٩٣ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ٩٤}[مريم: ٩٣ - ٩٤]، فلهم المنزلة الشريفة، فاعرفها لهم، وقدمهم، وأقر بهم بعد معرفتهم، فهذه جمل يطول شرحها فهمك الله علمها، كما وضح للجميع سبلها بمنه وقدرته، فله الحمد والمن.
(١) في (ب): والمستنبط الصحيح ما أثبتناه.