باب معرفة الأنبياء $ وهو الأصل الخامس
باب معرفة الأنبياء $ وهو الأصل الخامس
  اعلم أنه لا سبيل إلى معرفة الأنبياء إلا بمعرفة الدلالة التي تدل عليهم، والدلالة فهو ما يحدثه الله ø على أيديهم من المعجزات التي تخرج عن العادة، ويتحدّى بها أهل الصناعة فيعجز عنهم كل من تجدوه من أهل الرئاسة، فإذا أحدث الله ذلك على عبد من عبيده وظهر كان دالاً على صدقه، وعلى أنه رسول صادق، وكان كل من ظهر على يده معجزة يجب أن يكون نبياً، لأن الله سبحانه لا يظهر معجزاته وعلامته على أيدي الكذابين، إذاً لبطلت الحقائق، ولم يفرق(١) بين العاقل والجاهل، ولا بين الصادق والكاذب، ولا يجوز أن يظهرها على أيدي الصالحين المؤمنين، وعلى أيدي الأئمة المنتجبين، فيلتبس الأمر ولا يمكن التفرقة، ولكن للصالح البر علامة، وللأئمة الصادقين علامة، حتى يكون من يشارك الأنبياء في المعجزات كان نبياً، ومن شارك الأئمة في الصفة التي ذكرتها في باب الإمامة وجب أن يكون إماماً، ومن يشارك الفجار في صفتهم كان فاجراً، ليتميز المحق من المبطل، وإلا لم تقع المعارف ولم يمكن التأليف، ووقع الإشكال، وادعى كل فريق أنه محق وأن الحق معه،
(١) في (ج): ولم تفرق.