الأصول الثمانية،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[القرآن]

صفحة 65 - الجزء 1

  على نفسه ومنعها من غيه، وحملها على رشده».

  وقال في رجوعه من بدر: «إنكم رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، قيل: وما هو يا رسول الله؟ قال: مجاهدة النفس، وحملها على طاعة الله ø»، وهذه صفات أربع من حصلن له من ولد الحسن والحسين @ بعد أمير المؤمنين فهو إمامها منبسط فيها، والبسطة تدل على الفاضل.

  وهو مذهب الزيدية القاسمية العدلية، وقول الله تعالى يؤيد ذلك {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}⁣[الزمر: ٩] وقال: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}⁣[النساء: ٨٣].

  والمستنبط للعلم هو الكامل الذي إذا وردت عليه مسألة من المسائل نظر فيها وردها إلى أصولها، ثم أفتى بالحق المتعلق بها، وأمّا ما يؤيد هذا من القرآن فكثير قوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ}⁣[فاطر: ٣٢] ومن ظلم نفسه كان مؤمراً عليه ولم يكن آمراً، {وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ٣٢}⁣[فاطر: ٣٢] فيجب أن يكون المقتصد هو الذي يعلم طرفاً من العلم ويكون صالحاً في نفسه، فيجب أن يتبع السابق،