[الإمام جعفر # والطبيب الهندي]
  به خبراً، ولم تقله علماً، فكيف استجزت لنفسك الدعوى في إنكار الله، ودفعك أعلام النبوة والحجة الواضحة وعبتها عليّ؟ أخبرني هل أحطت بالجهات كلها وبلغت منتهاها؟
  قال: لا.
  قلت: فهل رقيت إلى السماء التي ترى؟ أو تنحدرت إلى الأرض السفلى فجُلت في أقطارها؟ أو هل خُضت في غمرات البحور واخترقت نواحي الهواء، فيما فوق السماء وتحتها إلى الأرض وما أسفل منها فوجدت ذلك خلاءً من مدبر حكيم عالم بصير؟
  قال: لا.
  قلت: فما يدريك لعلّ الذي أنكره قلبك هو في بعض ما لم تدركه حواسك ولم يحط به علمك.
  قال: لا أدري لعلّ في بعض ما ذكرت مدبراً، وما أدري لعله ليس في شيء من ذلك شيء!
  قلت: أما إذا خرجت من حد الإنكار إلى منزلة الشك فإني أرجو أن تخرج إلى المعرفة.
  قال: فإنما دخل عليَّ الشك لسؤالك إياي عما لم يحط به علمي، ولكن من أين يدخل علي اليقين بما لم تدركه حواسي.