الإهليلجة،

جعفر بن محمد الصادق (المتوفى: 148 هـ)

[تصوير الإهليلجة وعجائب تدبيرها]

صفحة 21 - الجزء 1

[تصوير الإهليلجة وعجائب تدبيرها]

  قلت: نعم، أرأيت إن أريتك تدبير أتوقن أن له مدبراً، وتصويراً أن له مصوراً.

  قال: لابد من ذلك؟

  قلت: ألست تعلم أن هذه الإهليلجة لحم ركب على عظم فوضع في جوف متصل بغصن مركب على ساق يقوم على أصل فيقوى بعروق من تحتها على جرم متصل بعض ببعض؟

  قال: بلى.

  قلت: ألست تعلم أن هذه الإهليلجة مصورة بتقدير وتخطيط، وتأليف وتركيب، وتفصيل متداخل بتأليف شيء في بعض شيء، به طبق بعد طبق، وجسم على جسم، ولون مع لون، أبيض في صفرة، ولين على شديد، في طبائع متفرقة، وطرائق مختلفة، وأجزاء مؤتلفة مع لحاء تسقيها، وعروق يجري فيها الماء، وورق يسترها وتقيها من الشمس أن تحرقها، ومن البرد أن يهلكها، والريح أن تُذبلها؟

  قال: أفليس لو كان الورق مطبقاً عليها كان خيراً لها؟

  قلت: الله أحسن تقديراً لو كان كما تقول لم يصل إليها ريح يروحها، ولا برد يشددها، ولعفنت عند ذلك، ولو لم يصل إليها حر