الإهليلجة،

جعفر بن محمد الصادق (المتوفى: 148 هـ)

[هل للحواس الخمس دلالة على الأشياء بدون القلب]

صفحة 26 - الجزء 1

  قال: لا.

  قلت: إن الشجرة بقيت بعد هلاك الإهليلجة مائة سنة، فمن كان يحميها ويزيد فيها، ويدبر خلقها ويربيها، وينبت ورقها؟ مالك بد من أن تقول: هو الذي خلقها، ولئن قلت: الإهليلجة وهي حية قبل أن تهلك وتبلى وتصير تراباً، وقد ربت الشجرة وهي ميتة إن هذا القول مختلف.

  قال: لا أقول ذلك.

[هل للحواس الخمس دلالة على الأشياء بدون القلب]

  قلت: أفتقر بأن الله خلق الخلق أم قد بقي في نفسك شيء من ذلك.

  قال: إني من ذلك على حد وقوف ما أتخلص إلى أمر ينفذ لي فيه الأمر.

  قلت: أما إذ أبيت إلا الجهالة وزعمت أن الأشياء لا تدرك إلا بالحواس فإني أخبرك أنه ليس للحواس دلالة على الأشياء، ولا فيها معرفة إلا بالقلب، فإنه دليلها ومعرفها الأشياء التي تدَّعي أن القلب لا يعرفها إلا بها، فقال: أما إذا نطقت بهذا فما أقبل منك إلا بالتخليص والتفحيص منه بإيضاح وبيان وحجة وبرهان.