كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة السابعة أن الله تعالى لا يشبه الأشياء

صفحة 124 - الجزء 1

  في معرفة الذّات فقط، فالناظر في إثبات الصانع فقط أو في صفة أو في صفتينِ لا معرفةَ له تامّة بالذات أصلاً.

«المسألة السابعة» [أنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُشْبِهُ الأَشْيَاءَ]

  وهي الأُولى من مسائل النفي: أنه يجب على المكلّف أن يعلم (أنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُشْبِهُ الأَشْيَاءَ) فليس بجسمٍ، ولا عَرَضٍ، ولا جوهرٍ، وهذا هو مذهب العترة $، وصفوة الشيعة، والمعتزلة، وبقية أهل العدل، وكثير من الفرق الداخلة في الإسلام، والخارجة عنه، والخلاف في ذلك مع طوائف، منهم: الحشوية فإنهم ذهبوا إلى أنه تعالى جسمٌ وله أعضاءٌ، وجوارح، ولهم كلامات ضالّة، قال بعضهم: إنه صفيحة مُصْمَتَةٌ مُلقاةٌ على العرش، وقال بعضهم: إنه تعالى جسمٌ لا يُحاط به لِعِظَمِهِ، وقال بعضهم: إنه جسمٌ على أتَمِّ ما يكون من الصُّورَةِ، وقال قوم من اليهود: إنه تعالى على صورة آدم، وقال قوم منهم: إنه على صورة شيخ أبيض اللّحية والشَّعر. ومن كلام المجسّمة - الشاهد بسخافة عقولهم وضلالهم - قولهم: إنه تعالى شَابٌّ أجرد أمرد قطط الشعر له سُبَّتَانِ من ذهبٍ، ومن كلامهم أنه تعالى ينزل يوم عرفة على بعيرٍ له خفّان من ذهب، ومن كلامهم أنه تعالى رَمُدَ فزارتهُ الملائكةُ وهو متكيءٌ على سريرٍ كهيئة ملوك البشر مستلقياً على قفاه واضعاً إحدى رجليه على الأُخرى، وأنه خلق خيلاً