المسألة السابعة أن الله تعالى لا يشبه الأشياء
  في الجنة من زغب ذراعيه، وأنه رأى نفسه في ماءٍ ثم خلق آدم تشبيهاً بصورته. وممّن أفرط في التشبيه الهشامان: هشام بن الحكم وهشام الجوالقي. وقد صنّف هشام بن الحكم كتاباً في أعضاء الرّب وسماه كتاب التّوحيد، ومن كلامه: أن الله سبحانه سبعة أشبارٍ وقيل خمسة فقيل: بأيِّ شِبْرٍ؟ فقال: بشبر نفسه، فأَلزمه أبو الهذيل أن يكون كالذَّرَّةِ لأنه لا يمكن أن يكون مساحتها هذه الأشبار. وقالت الثنوية: إنه تعالى نُورٌ، فالنور جسمٌ، ومنهم من يقول بأنه تعالى عَرَضٌ وهذا قول الصوفيّة وبعض الكُراميّة، ثم اختلفوا فمنهم من قال: إن الله تعالى عَرَضٌ غيرُ حَالٍّ، ومنهم من قال: إنه عَرَضٌ حَالٌّ في الصورة الحسنة، ومنهم: من يقول بأنه تعالى جوهرٌ، فبعض الفلاسفة يقول: جوهرٌ بسيطٌ وهو العلَّة عندهم، والنصارى تقول: إنّه جوهرٌ على الحقيقة ثلاثة أقانيم على الحقيقة، وبعضهم يقول: إنه جواهرُ مبثوثةٌ في كل مكانٍ، ويستشهدون لذلك بما ورد في الدُّعاءِ: يا من هو في كل مكانٍ وكل مكانٍ منه ملآن.
  (والدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ) المذهب الصحيح وهو القول بأنّ الله تعالى لا يشبه الأشياء: (أَنَّهُ لَوْ أَشْبَهَهَا لَكَانَ مُحْدَثاً مِثْلَهَا أوْ كَانَتْ قَدِيمَةً مِثْلَهُ، وَلَا يَجُوزُ أنْ يَكُونَ تَعَالَى مُحْدَثاً وَلَا أنْ تَكونَ الأَشْياءُ سوَاهُ قَدِيمَةً) طوّل الشيخ في الإستدلال وكان يكفيه أن يقول لو كان تعالى مشبهاً لها لكان محدثاً وقد أبطلناه حيث أقمنا الدليل على أنه تعالى قديمٌ، وبيَّنا أنه لو كان جسماً لَمَا صحّ