تعريف علم الكلام والأدلة من الكتاب والسنة
  جهة السّمع: فالكتاب والسنة والإجماع.
  أمّا الكتابُ: فقوله تعالى: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَآ إِلهَ إِلّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ}[آل عمران: ١٨] فَذَكَرَهُمُ الله بعد ملائكته، وأخبر أنهم شهدوا على وحدانيّته. ولا يُقال ليس في الآية دليل على أنها واردة في أهل علم الكلام خاصة، لأنّ ظاهرها يقتضي العموم، لأنَّا نقول الشهادةُ لا تكون إلاَّ على القطع لقوله ÷ لعليِّ #: «على مثل هذه الشمس وإلاَّ فَدَعْ» ولا يعرفُ اللهَ على القطع الذي تجوز معه الشهادة إلاَّ أهلُ هذا العلم، ولا يقال: دلالتها على فضل العلماءِ لا العلم، وذلك خروج من المطلوب، لأنَّا نقول: المعلوم قطعاً إستوآؤُهم وغيرهم في كونهم بشراً مكلَّفين، فلا بُدَّ من مزيَّةٍ اختصُّوا بها فَفُضِّلُوا وليست إلاَّ شهادتهم بالواحدانيّة، وفي ذلك حكم بفضيلة هذه المزيّة كما لا يخفى، والله أعلم.
  وأمَّا السُّنةُ: فما رُوي أنّ رجلاً أتى النبيء ÷ فقال: يارسول الله، علمني من غرائب العلم؟ فقال رسول الله ÷: «وماذا صنعت في رأس العلم حتى تسألني عن غرائبه؟ فقال الرجل: يارسول الله، وما رأس العلم؟ فقال ÷: معرفة الله حقّ معرفته، قال: وما معرفة الله حق معرفته؟ قال ÷: أن تعرفه