المسألة التاسعة أن الله لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة
  نَّاضِرَةٌ ٢٢ إِلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣}[القيامة] والمراد بالأوّل مُشرقة من: النّضَارَةِ وهي: الحُسْنُ، وبالثّاني رآئية، وقوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[يونس: ٢٦] والزّيادةُ هي: الرُّؤية على ما جاء في بعض الأحاديث. وقوله تعالى: {كَلَّآ إِنَّهُمْ عَن رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ}[المطففين: ١٥] والمراد بها الكفار، فمفهومها أنّ المؤْمنين غيرُ محجوبين، وهو معنى الرؤية. وفي الحديث: «سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ» وفي بعض الأخبار: «لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ» بتشديد الميم، وتخفيفها قالوا: وهذا الخبر ممّا تلقته الأُمّة بالقبول.
  والجواب: أنّا قد بيّنا بالأدلّة القطعية التي لا يدخلها التشكيك والاحتمال أنّ الباري تعالى لا تصح رؤيته في حالٍ من الأحوال، وما استدللتم به ممّا يدخله الإحتمالُ قطعاً؛ وذلك هو المتشابه الذي يجب ردُّهُ إلى المُحكم، وإعتمادكم على المتشابه دليلٌ على حصول الزّيغ في قلوبكم مع أنكم أيها المجبرة تعتقدون أنّ اللهَ يفعل ما يشاءُ من فنون القبائح وهي غيرُ قبيحةٍ منه لأنه غير مَربُوبٍ ولا منهيّ، فلا تأْمنوا أن تكون هذه الآيات التي هي شبهةٌ لكم كذباً اخترعه تعالى وليس يقبح منه فاستدلالكم - بالسّمع الذي لا طريق سِواه بزعمكم - مبنيٌّ على قاعدةٍ مُنْهَارَةٍ وهي: عدم القول بالعدل والحكمة. ونحن نُريكم كيفية ردّ حججكم إلى الأدلّة القطعيّة فنقول: معنى قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أي: منتظرة لثوابه، إذ الانتظارُ أحد معاني النظر كما مرّ وهذا التأويل يُروى عن علي #، ومجاهد، وأبي