كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة التاسعة أن الله لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة

صفحة 149 - الجزء 1

  صالح، والحسن البصري، وغيرهم. وقد جاء الانتظار متعدّياً بإلى في فصيح الكلام كقول حسان:

  وُجُوهٌ يَوْمَ بَدْرٍ نَاظِراتٌ ... إلَى الرَّحْمَنِ يَأْتِي بِالْخَلَاصِ

  وأيضاً فإنّ من معاني النظر الحقيقية تقليب الحدقة إتفاقاً بيننا وبينكم. فإذا أمكن الحمل عليه فهو الأَولى، والمحققون منكم حملوه هنا على الرُّؤْية لا تقليب الحدقة، وقد أمكن حمله على الحقيقة لكن على تقدير مضافٍ محذوفٍ أي: إلى ثواب ربّها ناظرة، وحَذْفُ المضاف كثيرٌ في القرآن وغيره نحو: {وَاسأَلِ القَرْيَةَ} وهذا التّأويل مرويٌّ عن علي # أيضاً، وعن ابن عبّاس، والسُّدي، ومجاهد، وعكرمة، وغيرهم.

  سلّمنا فهي ظنيّةٌ لحصول هذه الاحتمالات، وما نحنُ فيه يَحتاج إلى قطعيٍّ. ومعنى الزّيادة في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}: غرفة في الجنّة لها أربعة أبواب، وتلك الغرفة من لُؤْلُؤَةٍ كما قد روي ذلك عن علي # وهو المناسبُ لأنّ الزّيادة تجب أن تكون من جنس المزيد عليه، والرُّؤْية ليست جنساً للحُسنى ولهذا يقول شريتُ كذا حريراً، وقطناً، وزيادةً، يعني: على ذلك القدر من ذلك الجنس، فإن أراد غيره قال: وشيئاً آخر. وأمّا قوله تعالى: {كَلَّآ إِنَّهُمْ عَن رَبِّهِمْ يَومَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} فمعناه محجُوبُون عن رحمة الله وثوابه، والمؤمنون غيرُ محجوبين عن ذلك. وأيضاً: فدلالتها على ما ادّعيتم من باب المفهوم وهو منازع في الأخذ به في فروع الفقه فضلاً عن أُصول الدين. ومن شبههم: قوله