المسألة العاشرة أن الله تعالى واحد
  مَدَّ الظِّلَّ}[الفرقان: ٤٥] وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ}[يس: ٧٧] وقال الشاعر:
  رَأَيْتُ اللهَ إذ سَمَّى نزَاراً ... وَأسْكَنَهُمْ بِمَكّةَ قَاطِنِينَا
  ولم يتعدّ إلى مفعولينِ لأنه بمعنى المعرفة، فيكون معنى الحديث ستعرفون ربكم، فثبت ما قلنا وانْدَفَعَتْ شبهةُ المخالفين.
«المسألة العاشرة» [أنَّ الله تَعَالَى وَاحِدٌ]
  أنه يجب على المكلَّف أن يعلم (أنَّ الله تَعَالَى وَاحِدٌ) الواحدُ في أصل اللُّغة يُستعمل بمعنى وَاحِدِ العدد يُقال: واحدٌ، إثنان، قال الدّواريُّ: وبمعنى أنه لا يتجزأ كما تقول في الجوهر إنه واحد على معنى أنه لا يتجزَّأ. وفي عرف اللُّغة بمعنى: المتفرد بصفات الكمال على حدٍّ تَقِلّ مشاركته فيها، ولا يجوز أن يُطلق على الباري تعالى أنه وَاحِدٌ على معنى أنه وَاحِدُ العدد لأنه يقتضي أنه من أعدادٍ وهو من جنسهم وذلك لا يجوز عليه تعالى، ولهذا قال عليٌّ # في وصف الله تعالى: (وَاحِدٌ لَا بِعَدَدٍ) ولا يجوز أن يُطلق على الباري تعالى أنه واحدٌ بالمعنى العُرفي لأنّ معناه: ثبوتُ مشاركٍ، ولا مشارك له ø. ويطلق على الباري