كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

تنبيه

صفحة 157 - الجزء 1

  محدثةٌ كما بيّنا. وأمّا من قال: إن إهرمن محدثٌ ثم أضاف إليه هذه الشرور التي تنفر عنها النفوسُ فلا يصح قوله، لأنها أجسامٌ وأعراضٌ ضروريّةٌ، ولا يقدر على ذلك إلّا الله سبحانه لكونه قادراً بذاته، وإهرمن إذا كان مُحْدَثاً كان قادراً بقدرةٍ فلا يصح منه فعل الأجسام على ما تقدّم.

  وأمّا بقيةُ المخالفين ففي ما قدّمنا ما يدل على بطلان أقوالهم مع كون أكثرها غير معقول في نفسه فضلاً عن أن يدلّ دليلٌ على صحته، على أنّ الدليل قد دلّ على بطلانه فافهم (فَثَبَتَ بِذَلِكَ) الذي ذكرنا من الأدلّة الدّالة على صحة مذهب أهل الإسلام وبطلان قول من خالفهم (أَنَّ اللهَ تَعَالَى وَاحِدٌ لَا ثاَنِيَ لَهُ).

«تنبيهٌ»

  إعلم أنّ الله سبحانه وتعالى لم يكلّف عباده العقلاء من معرفته إلّا ما مرّ من إثبات الصّانع، وصفاته الإيجابيّة والسّلبيَّة لتعذر تصوّره تعالى لما ثبت أنّه