المسألة العاشرة أن الله تعالى واحد
  سَافَرَتْ فِيكَ الْعُقُولُ فَمَا ... رَبِحَتْ إِلَّا أذَى السَّفَرِ
  رَجَعَتْ حَسْرَى مَا وَقَفَتْ ... لَا عَلَى عَيْنٍ وَلَا على أَثَرِ
  فَلَحَا اللهُ الأُلِي زَعَمُوا ... أَنَّكَ الْمَعْلُومُ بِالنَّظَرِ
  كَذَبُوا إنَّ الَّذِي زَعَمُوا ... خَارِجٌ عن قُوَّةِ الْبَشَرِ
  ولأمير المؤمنين # في خُطبة الأشباح في نهج البلاغة ما لفظه: (وماكلّفك الشيطان علمه ممّا ليس عليك في الكتاب فرضه ولا في السُّنة أثره فكِل علمه إلى الله تعالى فإن ذلك منتهى حق الله عليك. فإن الراسخين في العلم أغناهم الإقرارُ بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يُحيطوا به علماً وسمّى بتركهم التّعمُّق رسوخاً فاقتصر على ذلك ولا تقدّر عظمة الله تعالى على قدر عقلك فتكون من الهالكين. هو الذي إذا ارتمت الأوهام لتدرك كنه صِفَاتِهِ وَغَمُضَتْ مَدَاخِلُ الْعُقُولِ لِتَنَالَ عِلْمَ ذَاتِهِ رَدَعَهَا تَعَالَى فَرَجَعَتْ إِذْ جُبهَتْ مُعْتَرِفَةً أنَّه تَعَالَى لا يَنَالُ كُنْهَ مَعْرِفَتِهِ وَلَا يَخْطُرُ بِبَالِ ذَوِي الرَّوِيَّاتِ خَاطرةٌ مَنْ تَقْدِيرِ جَلَالِ عِزَّتِهِ فَصَارَ كُلُّ مَا خَلَقَ حُجَّةً لَهُ ودليلاً عَلَيْهِ وإنْ كَانَ خَلْقاً صَامِتاً فَحُجَّتُهُ بِالتَّدبِيرِ نَاطِقَةٌ).
  وقد اختُلف في القول بأنّ لِلَّهِ تعالى ماهيّةً يعلمُها ولا نَعلمُها، فالذي عليه أهل العدل، والخوارج، وأكثر فرق الإسلام أنه ليس لِلَّهِ ماهيّة يعلمُها ولا نعلمُها. وقال الإمام يحيى، وأبو الحسين من العدليّة، وضرار وحفص الفرد من المجبرة: بل له ماهيّةٌ يختصُّ بعلمها. واختلفوا: فالإمامُ يحيى، وأبو الحسين من العدليّة قالا: معناه: أنّ اللهَ تعالى يعلم نفسه على تلك الصّفة التي يختص بعلمها، وقال