كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

تعريف علم الكلام والأدلة من الكتاب والسنة

صفحة 35 - الجزء 1

  

  ابتدأ المصنِّف ببسم الله لدليلين: عقليٌّ وسمعيٌّ.

  أمّا العقليٌّ: فلما تقرّر في العقول من وجوب شكر المنعم ضرورةً، وقد علمنا قطعاً توارد نعم الله تعالى علينا قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا إنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}⁣[النحل: ١٨] والشُّكر: هو الثَّناءُ باللّسان، والعمل بالأركان، والإعتقاد بالجَنانِ، فيكون ذكره شعبة من شعب الشكر.

  وأمّا السمعُ: فأدلة ثلاثةٌ: الكتابُ والسنة والإجماع، أمّا الكتاب: فقوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ١ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ٢}⁣[الفاتحة] وقوله تعالى: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}⁣[النمل: ٣٠] وقوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}⁣[العلق: ١].

  وأمّا السُّنةُ: فما روي عن عائشة أنه أُتِيَ إليها بقميصٍ مَخِيطٍ فقالت: هل ذُكر عليه اسم الله؟ قيل: لا، قالت: رُدُّوه فافتقوه ثم سمُّوا عليه وخيطوه، فإني سمعت رسول الله ÷ يقول: