كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة الثانية عشرة أن أفعال العباد حسنها وقبيحها منهم

صفحة 167 - الجزء 1

  جهم بن صفوان ومتابعوه: لا فعل للعبد البتّةَ بل جميعُ ما يصدر منه فهو من فعل الله وإنّما أُضيف إلى العبد لأنه ظرفُهُ كما يضاف إليه اللّونُ، فنسبة الكل إليه عندهم من باب المجاز، فقام وقعد وصام وصلّى؛ مثل طالَ، وقَصُرَ، وابيضَّ، واسودَّ، كما تضاف حركة الشجرة إليها وهي تَحَرَّك بتحريك الله سبحانه وإرادته من غير تصرُّفٍ لها في تلك الحركة ولا إختيار.

  ومذهب جهم هذا حدث في زمن الظاهرية من بني العباس، ظهر بنيسابور ومات قتلاً. وذهبت النّجارية، والكلابيّة، وضرار بن عمرو، وحفص الفرد إلى أنّ جميع أفعال العباد منهم خَلْقٌ له كسبٌ للعبد فأثبتوا لفعل العبد جهتينِ كونه خلقاً وكونه كسباً لِمَا رأوْا من